القصبة الهوائية أو كما يُطلق عليها (الرغامي)، هي عبارة عن أنبوبة عضلية مجوفة، تمتد من الحنجرة إلى بداية الرئتين أسفل القص مباشرةً موازية للمرئ، يبلغ طولها حوالي 13 سم تقريباً وقطرها 2.5 سم، وتتكون من مجموعة من الغضاريف على شكل حرف C، التي تمنحها المرونة اللازمة وقت مرور الطعام من المريء .
تُعد القصبة الهوائية حلقة وصل بين أعضاء الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، تنقسم القصبة الهوائية عند نهايتها إلى قصبات هوائية يُطلق عليهم الشعبتين الهوائيتين، وهم بمثابة الجسر الذي يربط القصبة الهوائية بالرئتين.
قد تصاب القصبة الهوائية بالتهابات تؤثر على وظائفها الحيوية، مسببة بعض المضاعفات.في السطور التالية سنُسلط الضوء على وظائف القصبة الهوائية، والالتهابات التي تعيق أدائها، من حيث الأعراض والأسباب وطرق العلاج. تابع معنا.
في هذا المقال سنتعرف كل مايخص القصبة الهوائية بالكثير من التفاصيل.
تقوم القصبة الهوائية بعدة وظائف حيوية هامة، حيث تلعب دوراً محورياً في عملية التنفس، وترجع هذه الأهمية إلى توسط موقعها بين أعضاء الجهاز التنفسي، ومن هذه الوظائف:
تعمل القصبة الهوائية كممر هوائي لنقل الهواء من الأنف أو الفم إلى الرئتين أثناء عملية الشهيق، وتحمل ثاني أكسيد الكربون من الرئتين إلى خارج الجهاز التنفسي أثناء الزفير.
يتكون السطح الداخلي للقصبة الهوائية من النسيج الطلائي، الذي يحتوي على غدد تفرز المخاط، يعمل المخاط على ضبط درجة حرارة الهواء المار إلى الرئتين، إذا كان ساخناً يقوم بترطيبه، و إذا كان بارداً يعمل على تدفئته قبل وصوله إلى الرئتين، للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي ووقايته من الإصابة بالأمراض.
تلعب القصبة الهوائية دوراً بجانب الأحبال الصوتية في إصدار الصوت، حيث يساهم الهواء المرتد من الرئتين عبر القصبة الهوائية في تحريك الأحبال الصوتية وإصدار الصوت.
لمزيد من المعلومات حول كيفية إصدار الصوت عن طريق الاحبال الصوتية، اضغط هنا.
تقوم القصبة الهوائية بدور الحارس الذي يحمي الجهاز التنفسي ويمنع دخول أي جسم غريب إليه، وذلك بمساعدة كلًا من:
يعمل النسيج الطلائي المبطن للقصبة الهوائية على حمايتها من الأجسام الغريبة والبكتريا، عن طريق افرازه لسائل لزج مخاطي يقوم بالالتصاق بهذه الأجسام التي قد تتسرب إلى الجهاز التنفسي، ويمنع دخولها إلى مجرى الهواء والرئتين.
تعمل الأهداب الموجودة على الجدار الداخلي للقصبة الهوائية على طرد أي جسم غريب قد يتسلل إلى الجهاز التنفسي، فمثلاً عند دخول الطعام بالخطأ إلى مجرى التنفس، تقوم الأهداب بتحفيز عملية السعال التي تساعد في طرد هذه الأجسام و إحاطتها بالمخاط وإخراجها في صورة بلغم من الحنجرة أو ابتلاعها عن طريق المريء، ويساعد في ذلك التكوين الغضروفي للقصبة الهوائية.
يساعد لسان المزمار القصبة الهوائية في هذه الوظيفة، حيث يوجد عند قمتها ويقوم بغلق القصبة الهوائية أثناء عملية بلع الطعام والشراب ليمنع مرورهم إلى مجرى الهواء.
يُعد التهاب القصبة الهوائية من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي، ويترتب عليه التهاب في البطانة الداخلية للقصبة الهوائية، مسببة ظهور بعض الأعراض مثل:
قد يكون السعال جافاً أو مخاطياً ينتج عنه الكثير من المخاط والبلغم، وفي بعض الأوقات يكون مصاحباً بألم في الصدر، وقد يعاني المصاب من استمرار السعال خاصة في الليل.
يحدث بسبب وجود صعوبة في التنفس؛ نتيجة التهاب البطانة الداخلية للقصبة الهوائية، قد يصبح الألم مسستمراً وحاداً عند التنفس بعمق.
يشعر المصاب بالتهاب القصبة الهوائية بوجود صوت يشبه الصفير عند التنفس، ويحدث نتيجة انسداد الممرات الهوائية بسبب الالتهاب.
تعتبر الحمى إشارة على وجود عدوى يقوم الجسم بمقاومتها، وقد تكون مصاحبة بالعرق الغزير، والقشعريرة وهي رجفة برد.
يحدث أحياناً نتيجة وجود صعوبة في تنظيم التنفس وقت تناول الطعام، مما يسبب فقدان الشهية.
تحدث الإصابة بالتهاب القصبة الهوائية نتيجة التعرض لبعض أنواع العدوى، وأحياناً يرجع السبب وراء ذلك الالتهاب إلى وجود عامل وراثي، بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى التي من أهمها:
يُعد من أهم أسباب التهاب القصبة الهوائية المزمن، وهو مرض وراثي يسبب تراكم المخاط في الممرات الهوائية والرئتين، مما يؤدي إلى التهاب وانسداد القصبة الهوائية، ينتج عنه صعوبة في التنفس.
يُعد من أهم أسباب التهاب القصبة الهوائية المزمن، وهو مرض وراثي يسبب تراكم المخاط في الممرات الهوائية والرئتين، مما يؤدي إلى التهاب وانسداد القصبة الهوائية، ينتج عنه صعوبة في التنفس.
تظهر أعراض الحساسية بسبب استنشاق بعض المواد المهيجة مثل الدخان و البخار و الأتربة وحبوب اللقاح.
ارتداد أحماض المعدة عن مسارها الطبيعي مسببة الشعور بحرقة في الصدر والحموضة، وعند ازدياد الارتداد يسبب التهاب في القصبة الهوائية، ولمعرفة المزيد عن الارتداد المعدي المريئي ومضاعفاته وطرق علاجه اضغط هنا.
من أكثر المضاعفات شيوعاً التي تنتج عن التهاب القصبة الهوائية ما يلي:
نتيجة انتقال العدوى من القصبة الهوائية إلى الرئتين، وقد يصبح متكرراً إذا لم يتم علاج التهاب القصبة الهوائية بشكل صحيح.
يحدث عند تفاقم التهاب القصبة الهوائية وإهمال العلاج، مما يعيق وصول الهواء إلى الرئتين، ويتطلب ذلك اللجوء الفوري إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة للعلاج.
ينتج عنها ضيق التنفس والسعال المستمر، وتعد من الأمراض الرئوية المزمنة.
يُعد من أخطر مضاعفات التهاب القصبة الهوائية، وهو نادر الحدوث، ويحدث عندما تبدأ الأوعية الدموية داخل القصبة الهوائية في النزيف، ويعد حالة طارئة تتطلب زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة في أسرع وقت.
يحدث عند تجمع الصديد على الرئتين، ويسبب ألم في الصدر وسعال مخاطي.
تتنوع طرق علاج التهاب القصبة الهوائية لتنوع الأسباب وراء الالتهاب، ومن طرق العلاج التي قد يصفها طبيب الأنف والأذن والحنجرة حسب التشخيص الطبي ما يلي:
إذا كان السبب وراء الإصابة بالتهاب القصبة الهوائية وراثياً فيصعب الوقاية منه لصعوبة التحكم في العوامل الوراثية، لكن يمكن اتخاذ إجراءات وقائية فعالة تقلل من فرص الإصابة في حالة عدم وجود عامل وراثي، ومن طرق الوقاية:
لا تقتصر مشكلة التهاب القصبة الهوائية على الأعراض الشائعة فقط، بل قد تتطور إلى حالات أكثر خطورة، وهنا تأتي أهمية زيارة عيادة طبيب أنف وأذن وحنجرة لمعرفة السبب الحقيقي وراء الإصابة بالتهاب القصبة الهوائية وعلاجه.