لحمية الأنف

لحمية الأنف السبب الخفي وراء انسداد الأنف وفقدان الشم؟ هل تعاني من انسداد مزمن في الأنف أو فقدان لحاسة الشم بدون سبب واضح؟ قد لا تكون نزلة برد عابرة أو حساسية موسمية، بل ربما تكون لحمية الأنف هي السبب الحقيقي.ورغم أنها غير خطيرة في العادة، إلا أن تجاهلها يمكن أن يحوّلها إلى مصدر دائم للإزعاج.

في هذا المقال، نكشف لك كل ما تحتاج معرفته عن لحمية الأنف: أسبابها، أعراضها، طرق التشخيص، وأحدث العلاجات المتاحة.

لحميّة الأنف

لحميّة الأنف هي زوائد لحميّة غير سرطانية تنمو داخل الممرات الأنفية أو الجيوب الأنفية، ناتجة عن التهاب مزمن في الغشاء المخاطي، غالبًا ما تظهر على شكل كتل لينة تشبه عناقيد العنب المتدلية. يمكن أن تصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، إلا أنها تنتشر بشكل أكبر بين الأطفال.

تنشأ هذه الزوائد نتيجة التهابات مزمنة ومتكررة، وغالبًا ما تكون مرتبطة بحالات مثل الربو أو بعض الأمراض التنفسية الأخرى، وفي كثير من الحالات، قد تكون اللحمية صغيرة الحجم ولا تظهر أي أعراض، لكن عندما تكبر، قد تؤدي إلى انسداد الممرات الأنفية، مما يسبب صعوبة في التنفس ومضاعفات أخرى.

أسباب ظهور لحميّة الأنف عند الكبار والأطفال

حتى اليوم، لا يُعرف السبب الدقيق لنمو لحمية الأنف، لكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بها، وأهمها:

  • الربو
  • التليفات الكيسية
  • متلازمة شيرج ستروس
  • حمى القش أو التهابات الأنف
  • الحساسية المستمرة والموسمية
  • التهابات الأنف والجيوب الأنفية المزمنة
  • استخدام لمسكنات، ومضادات الالتهاب اللاستيرودية خاصة الأسبرين

أعراض تهيج لحميّة الأنف

  • عطاس مستمر
  • حكة مزعجة حول العينين   
  • سيلان أو انسداد دائم في الأنف
  • نزيف من الأنف في بعض الحالات
  • صداع متكرر يزداد مع التهابات الجيوب الأنفية
  • تدفق المخاط نحو الحلق (التنقيط الأنفي الخلفي)
  • شعور بضغط أو ألم في الوجه والفكين، خاصة عند الجبهة
  • ضعف أو فقدان حاسة الشم، وقد يصاحب ذلك ضعف في التذوق

العلامة الفارقة لتضخم الزوائد الأنفية هي استمرار الأعراض رغم استخدام مضادات الاحتقان وأدوية الحساسية، وعند تضخم الزوائد بشكل كبير، يمكن أن تسد الممرات الأنفية، مما يؤدي إلى:

  • زيادة نوبات الربو
  • التهابات متكررة في الجيوب الأنفية
  • التنفس عن طريق الفم بدلاً من الأنف
  • الشخير، وقد يصل إلى توقف التنفس أثناء النوم

تشخيص لحميّة الأنف

الفحص السريري:

 حيث يستعرض الطبيب تاريخك الصحي ويبحث عن وجود أمراض مثل الربو أو الحساسية، ثم يفحص الأنف باستخدام منظار صغير لرؤية الزوائد اللحمية.

التصوير الطبي:

 في حال الحاجة لرؤية الجيوب الأنفية بعمق، يتم إجراء تصوير مقطعي أو تصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد موقع اللحمية بدقة واستبعاد وجود مشكلات أخرى مثل أورام أو تشوهات.

اختبارات الحساسية:

للتأكد من أن الالتهاب المزمن ليس ناتجًا عن محفزات حساسية.

اختبار التليف الكيسي:

لتحديد وجود مرض وراثي يؤثر على الإفرازات المخاطية في الجسم.

علاج الزوائد اللحمية الأنفية

تعتمد طريقة علاج الزوائد اللحمية الأنفية على حجمها ومدى تأثيرها على التنفس وجودة الحياة، يبدأ الطبيب بتقييم الحالة عن طريق الفحص السريري، ثم يختار العلاج الأنسب بناءًا على درجة الأعراض، فيما يلي أبرز خيارات العلاج:

العلاج الدوائي:

استخدام بخاخات الأنف المحتوية على مركبات الستيرويد لتقليص حجم الزوائد اللحمية، وتخفيف حجم الالتهاب.

العلاج بالجراحة:

إزالة الزوائد الأنفية جراحيًا:

يستخدم الطبيب أدوات دقيقة مثل المقص الجراحي أو المصيدة الطبية للإمساك بالزوائد الأنفية وإزالتها من داخل الأنف.

فتح الجيوب الأنفية باستخدام بالون:

يُدخل الطبيب بالونًا صغيرًا في الأنف، ثم ينفخه تدريجيًا لتوسيع الممرات المغلقة في الجيوب الأنفية، وفي بعض الحالات، يزيل الزوائد الأنفية في نفس الوقت.

جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار:

من خلال كاميرا دقيقة وأدوات خاصة، يُزيل الطبيب كل ما يعيق التنفس مثل الزوائد أو الأنسجة المتضررة أو العظام المعوجة.

مضاعفات لحميّة الأنف

رغم أن معظم حالات لحمية الأنف تمر دون مضاعفات خطيرة، إلا أن هناك احتمالية لحدوث مضاعفات في بعض الحالات، خاصة إذا تُركت دون علاج. تشمل هذه المضاعفات:

  • انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم
  • تفاقم نوبات الربو وصعوبة التحكم به
  • التهابات مزمنة ومتكررة في الجيوب الأنفية
  • انتقال العدوى إلى منطقة العين، مما قد يسبب تورمًا أو مشاكل بصرية
  • في حالات نادرة جدًا، يمكن أن تنتقل العدوى إلى السحايا مسببة التهاب السحايا، وهي حالة مهددة للحياة

هل لحميّة الأنف تُسبب ضيق التنفس؟

في الحالات العادية، لا تُسبب لحميّة الأنف ضيقًا في التنفس، لكن عندما يتضاعف حجم هذه الزوائد بسبب التهابات مزمنة أو حساسية مستمرة، يمكن أن تسد مجرى الهواء داخل الأنف، مما يؤدي إلى الشعور بصعوبة في التنفس أو الانسداد المزمن.

في هذه الحالات، يُوصى بمراجعة الطبيب لتقييم الحالة وبدء العلاج المناسب لتوسيع مجرى الهواء وتحسين التنفس.

ماذا يحدث خلال استئصال اللحمية

تُجرى عملية استئصال اللحمية تحت تأثير التخدير الكامل، وذلك لضمان راحة المريض ومنع الشعور بالألم أثناء الجراحة، العملية نفسها بسيطة ولا تستغرق عادة أكثر من ساعة واحدة، وبما أنها تُعتبر من العمليات اليومية، فإن المريض غالبًا ما يُسمح له بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم، دون الحاجة إلى المبيت في المستشفى، ما لم تظهر أي مضاعفات.

قبل إجراء العملية، من الضروري أن يمتنع المريض عن تناول الطعام والشراب لعدة ساعات، وذلك لتقليل خطر التعرض للقيء أو مضاعفات التخدير.

العلاقة بين لحميّة الأنف وصعوبة التنفس أثناء النوم

تضخم لحميّة الأنف هو أحد العوامل الشائعة التي تؤثر على صعوبة التنفس أثناء النوم بشكل مباشر على مجرى الهواء أثناء النوم، فعندما تتضخم هذه اللحميات، تسد مجرى الهواء جزئيًا أو كليًا، مما يُجبر المصاب على التنفس من الفم وهذا يؤدي إلى شخير مزعج، وتقطع في النوم، وحتى انقطاع النفس الليلي.

 هذه الحالة لا تؤثر فقط على راحة النوم، بل قد تسبب إرهاقًا مزمنًا، وضعف في التركيز، ومشاكل صحية على المدى الطويل، لذلك، الانتباه لأعراضها والتشخيص المبكر يمكن أن يكون المفتاح لحياة أكثر صحة ونومًا أكثر هدوءًا.

الفرق بين لحميّة الأنف وحساسية الأنف

كثير من الناس يخلطون بين لحميّة الأنف وحساسية الأنف، لكن الفرق بينهما كبير، الحساسية تظهر فجأة مع العطاس والحكة وسيلان الأنف، وغالبًا ما تكون موسمية أو بسبب الغبار ويكون علاجها بالأدوية، أما اللحمية فهي كتلة لحمية داخل الأنف تؤدي إلى انسداد دائم، وتحتاج أحيانًا لتدخل جراحي.

التشخيص الدقيق هو المفتاح، لأن العلاج يختلف تمامًا بين الحالتين.