الاحبال الصوتية

الحبال الصوتية

الحبال الصوتية

هل تخيلت يوماً أن تستيقظ ولم تجد صوتك؟ تتحدث ولكن لا أحد يسمعك؟! قد يحدث هذا، نتيجة الإصابة باضطرابات الحبال الصوتية والتى قد تؤدى إلى فقدان الصوت!

ما هي الحبال الصوتية؟

الحبال الصوتية هي أوتار مرنة مكونة من الأنسجة العضلية وعددها اثنان، وتوجد داخل الحنجرة أعلى القصبة الهوائية. وهي المسؤولة عن إصدار الأصوات من خلال اهتزازها نتيجة مرور الهواء الخارج من الرئتين أثناء عملية الزفير. تختلف سرعة اهتزاز الحبال الصوتية حسب طبقات الأصوات؛ حيث تهتز بشكل أسرع عند إصدار الأصوات العالية وبشكل أبطأ عند إصدار الأصوات المنخفضة. الحبال الصوتية ليست مجرد أوتار لانتاج الصوت، بل هي جزء أساسي من عملية التحكم في الكلام. أي خلل في هذه الأوتار قد يؤدي إلى مشكلات في النطق أو حتى فقدان الصوت تمامًا.

تتعرض الحبال الصوتية للعديد من العوامل التي قد تؤدي إلى التهابها أو تضررها، مما يسبب تغيرًا في جودة الصوت أو صعوبة في التحدث. في هذا المقال، سنتناول وظيفة الحبال الصوتية بشكل مفصل وكيفية تأثير المشكلات التي قد تصيبها على صحة الصوت.

أنواع اضطرابات الحبال الصوتية:

التهابات الحنجرة:

تحدث نتيجة وجود عدوى فيروسية في الأوتار الصوتية مما يؤدي إلى تورمها، وعندما تهتز الأوتار الصوتية فى هذه الحالة فإنها تصدر صوتاً مختلفاً عن الصوت الطبيعي المعتاد للفرد، وفي بعض الأحيان نتيجة للالتهابات الشديدة قد تؤدي إلى فقدان الصوت تماماً.

العقد الصوتية:

يطلق عليها أيضاً (السليلة الصوتية) وهى عبارة عن عقيدات صغيرة تنمو في صورة أزواج (زوج واحد على كل حبل صوتي) وتتكون نتيجة تعرض الحبال الصوتية للضغط الشديد والإرهاق، وتتجمع فى المنطقة المعرضة لأكبر قدر من الضغط عند اهتزاز الأوتار الصوتية لإصدار الصوت؛ وتحدث نتيجة اهتزاز الأوتار الصوتية لوقت طويل لإصدار أصوات عالية، وهذة الحالة أكثر انتشاراً عند المطربين.

الأورام ومنها السرطانية والحميدة:

الأورام الحميدة هي عبارة عن نمو لجزيئات صغيرة وناعمة فوق الاحبال الصوتية وغالباً ما تكون منفردة، وتحدث نتيجة تعرض الأوتار الصوتية للمهيجات التى قد تسبب حساسية مثل (الأبخرة والدخان) لفترات طويلة.أما الأورام السرطانية فيكون الأكثر عرضة لها المدخنين ومدمني الكحول، وهى تشكل خطراً كبيراً على الحياة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكراً.

شلل الحبال الصوتية:

وهو يحدث عندما تفقد الاحبال الصوتية القدرة على الاهتزاز بشكل طبيعي فلا تستطيع إصدار صوتاً واضحاً، ويمكن أن يسبب ذلك انزلاق الطعام والسوائل إلى القصبة الهوائية، حيث تفقد الأوتار الصوتية القدرة على الفتح والغلق بإحكام فيفقد الشخص القدرة على البلع بشكل صحيح وقد يتسبب ذلك فى الإختناق.

أعراض التهاب الحبال الصوتية

يوجد بعض الأعراض التى تعد بمثابة مؤشر للإصابة باضطرابات فى الحبال الصوتية، ويتوقف ظهور الأعراض على نوع الالتهاب والعوامل المسببة له، ومن بين هذه الأعراض:

  •  آلام في الحلق مع تغير فى الصوت يصاحبه بحة.
  •  صوت منخفض وعدم القدرة على الاستمرار في التحدث لفترة طويلة.
  •  صوت أجش ولاهث.
  • عدم القدرة على تنظيم التنفس أثناء الحديث والحاجة إلى تكرار أخذ أنفاس متتالية.
  • الشعور بالاختناق وصعوبة في التحكم بالبلع والتنفس.

أسباب التهابات الحبال الصوتية:

تصبح الحبال الصوتية عرضة للالتهاب نتيجة التعرض لبعض العوامل مثل:

  •  الإصابة بعدوى فيروسية.
  • ارتجاع أحماض المعدة مما يسبب التهاب فى الحلق،  ولمعرفة المزيد عنه اضغط هنا.
  • التعرض للدخان والأتربة لفترة طويلة مما يسبب الحساسية واضطراب فى الصوت.
  • التحدث بصوت عالى لفترة طويلة، ففى بعض المهن يضطر أصحابها للتحدث بصوت عالى مثل المعلمين والمطربين، وكذلك الهتافات العالية فى الأحداث الرياضية.
  • توقف الإشارات العصبية التي تغذي العصب الموصول بالعضلات المسؤولة عن تحريك الأوتار الصوتية، فتفقد قدرتها على الاهتزاز وإصدار الأصوات.
  • حدوث سرطان فى الرئة أو الغدة الدرقية.
  • الإصابة بسكتة دماغية.
  • الإصابة فى الرأس أو الرقبة أو الصدر قد تؤدي أيضاً إلى إصابة الأعصاب التي تغذي الأوتار الصوتية.
  • بعض الأمراض التى تصيب الجهاز العصبي وتؤثر على الحركة مثل مرض (التصلب المتعدد).
  • خلل جيني فى بعض الخلايا مما يؤدي إلى نموها بشكل غير طبيعى على شكل تكتلات مكونة أورام، ويعد هذا السبب أكثر انتشاراً بين المدخنين.

متى تزور طبيب أنف وأذن؟

إذا استمرت أى من الأعراض السابق ذكرها لأكثر من أسبوعين فيجب زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة، ليقوم ببعض الفحوصات الطبية المتخصصة للكشف على الحبال الصوتية ومدى درجة التهابها، ومعرفة نوع الالتهاب لتحديد طريقة العلاج المناسبة.

طرق علاج اضطرابات الحبال الصوتية:

بعد قيام الطبيب بالكشف وإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد نوع وأسباب الالتهابات، يقوم بتقديم العلاج المناسب حسب التشخيص الذي توصل إليه.

وقد يتضمن بروتوكول العلاج ما يلي:

  •   تناول سوائل بشكل منتظم وبكميات كافية. 
  •  الراحة لفترة وعدم استخدام الأوتار الصوتية لفترة طويلة.
  • علاج الحساسية إذا كان هناك تحسس من الأتربة والدخان.
  • وصف علاجات دوائية لعلاج التهابات وتورم الأحبال الصوتية.
  • بعض الأدوية التى تعالج الإرتجاع المعدي المريئي مما يساعد فى علاج التهابات الحنجرة.

وجميعها أدوية يمكن أن تؤخذ عن طريق الفم، ولكن فى بعض الحالات المتطورة قد يضطر الطبيب للتدخل الجراحى إذا كان هناك زوائد عقدية تنمو على الأحبال الصوتية وتعيق حركتها، حتى ولو لم تكن أورام سرطانية، وذلك لتستعيد الأحبال الصوتية قدرتها على العمل بشكل طبيعى.

طرق الوقاية من الإصابة بالتهابات الحبال الصوتية:

لكى تتمكن من المحافظة على الأحبال الصوتية والحنجرة بصحة جيدة يمكن أن تتبع بعض الإرشادات التى تساعد فى ذلك مثل:

  • عدم التحدث لفترات متواصلة وبصوت عالي حتى لا تتسبب فى إجهاد الاحبال الصوتية والضغط عليها والتسبب في بحة الصوت.
  • إذا كنت تعانى من الإرتجاع المعدي المريئي فيمكن أن تتبع بعض الإجراءات حتى لا تصاب بالتهابات الحنجرة مثل: 

        – عدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام.

        – تجنب تناول الأطعمة التى تحتوى على دهون.

        – الإقلاع عن التدخين و الكافيين وشرب الكحول.

إذا كنت مصاباً بالتهاب الحنجرة الفيروسي فمن الأفضل وضع يدك على فمك عند السعال وغسل اليدين باستمرار لوقاية غيرك من انتقال العدوى إليه.

تعتبر اضطرابات الاحبال الصوتية من الأمراض الشائعة التي يعاني منها بعض الأشخاص؛ نتيجة لطبيعة عملهم اليومية التى تجبرهم على استخدام صوتهم لفترات طويلة وبنبرات مرتفعة، لذا فإن الباحثين فى المعهد الوطنى للصمم وأمراض التخاطب الأخرى (NIDCD) ، يقومون بإجراء بعض التجارب على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأحبال الصوتية، للتوصل إلى نتائج طبية تساعد في تقليل الضغط على الاحبال الصوتية والحد من تعرضها للاضطرابات