حساسية الربيع
بينما يُمثل فصل الربيع للكثيرين موسم الانتعاش، إلا أن هناك من يترقب قدومه بقلق، فمع أولى نسماته، تبدأ معاناة من نوع خاص تُعرف باسم حساسية الربيع، هذه الحالة الشائعة ترتبط بتطاير حبوب اللقاح في الهواء، وتسبب سلسلة من الأعراض المزعجة مثل العطس، سيلان الأنف، الحكة، واحتقان العينين. في هذا المقال، سنتعرف معًا على حساسية الربيع، أسبابها، وسبل التخفيف من آثارها.
- ما هي حساسية الربيع؟
- الأشهُر التي تظهر فيها حساسية الربيع
- أعراض حساسية الربيع
- تشخيص حساسية الربيع
- طرق العلاج من حساسية الربيع
- طرق الوقاية من حساسية الربيع
- متى يجب زيارة الطبيب
ما هي حساسية الربيع؟
حساسية الربيع هي نوع من الحساسية الموسمية وتُعرف أيضًا باسم حمى القش أو التهاب الأنف التحسسي، تحدث هذه الحالة عندما يستجيب الجهاز المناعي بشكل مفرط لمحفزات بيئية تظهر عادة في فصل الربيع، مثل حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء، والتي تطلقها الأشجار والأعشاب والنباتات.
عندما يواجه الجسم هذه المواد، يتعامل معها كأنها تهديد، على الرغم من أنها غير ضارة في الواقع، ونتيجة لذلك، يُفعل الجهاز المناعي آلية دفاع تشمل إنتاج أجسام مضادة وإفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين، الذي يسبب أعراضًا مزعجة مثل سيلان الأنف، الحكة، العطس، واحتقان العينين أو الأنف.
تُعد هذه الاستجابة المبالغ فيها بمثابة محاولة من الجسم لطرد المحفزات، لكنها في الواقع تؤدي إلى ظهور علامات الحساسية المعروفة، والتي قد تؤثر سلبًا على جودة الحياة في موسم الربيع.
الأشهُر التي تظهر فيها حساسية الربيع
تبدأ حساسية الربيع عادة مع بداية شهر مارس، حيث تبدأ الأشجار بإطلاق حبوب الطلع في الهواء مع ارتفاع درجات الحرارة. وفي شهر أبريل، يزداد انتشار اللقاح مع تفتح الطلع واستمرار نشاط الأشجار، ثم يأتي شهر أيار مايو، فتبدأ الأعشاب والحشائش بإطلاق حبوب اللقاح الخاصة بها، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المصابين بالحساسية.
وفي بعض المناطق، قد تمتد أعراض حساسية الربيع إلى شهر يونيو، خاصة إذا كانت الأحوال الجوية تساعد على استمرار انتشار حبوب اللقاح في الجو، بذلك، فإن موسم حساسية الربيع قد يمتد من مارس حتى أوائل يونيو، ويختلف طول وشدة الأعراض حسب المنطقة الجغرافية ونوع النباتات المنتشرة فيها.
أعراض حساسية الربيع
احتقان الأنف:
يشعر المصاب بانسداد أو سيلان في الأنف، وقد يصاحب ذلك شعور بضغط أو ألم في الجيوب الأنفية، خاصة حول العينين والوجنتين، ما يؤدي أحيانًا إلى صداع مزعج.
تهيج العينين:
من أبرز أعراض التحسس الربيعي احمرار العينين وحكّتهما، مع احتمال انتفاخهما أو امتلائهما بالدموع بسبب تفاعل الجسم مع حبوب اللقاح أو الغبار.
السعال:
نتيجة تهيّج المجاري التنفسية، قد يظهر سعال جاف أو مصحوب ببلغم، وقد يصاحبه صفير أو ضيق في التنفس لدى المصابين بالربو التحسسي.
الحكة الجلدية والطفح:
في بعض الحالات، قد يمتد تأثير التحسس إلى الجلد، مُسببًا طفحًا جلديًا أو بقعًا حمراء أو تورمًا خفيفًا، وذلك نتيجة التعرض المباشر للمثيرات مثل الغبار.
الإرهاق وصعوبة التركيز:
على الرغم من أن الحساسية لا تسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة، إلا أنها قد تُشعر المصاب بالتعب العام، والنعاس، وصعوبة التركيز، نتيجة ضعف التنفس الليلي أو الإجهاد الجسدي المستمر.
تشخيص حساسية الربيع
يتم تشخيص حساسية الربيع بمراجعة الأعراض والتاريخ المرضي، ثم تأكيد الشكوك من خلال فحوصات تشخيصية متخصصة، تبدأ العملية بملاحظة أعراض تشير إلى تحسس، خاصة في توقيت معين، يليها إجراء اختبارات تؤكد ذلك، من أبرزها:
- اختبار حساسية الجلد: يتم وخز الجلد بكمية صغيرة من مادة يُشتبه في تسببها بالحساسية، وتُلاحظ الاستجابة مثل ظهور طفح أو احمرار.
- اختبار الممتز التحسسي الشعاعي: يقيس تركيز الغلوبولين المناعي في الدم لتحديد استجابة الجسم لمواد معينة.
طرق العلاج من حساسية الربيع
لا يوجد علاج نهائي لحساسية الربيع، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات للتقليل من أعراض الحساسية في الربيع، بدءًا من الأدوية وحتى العادات المنزلية، إليك أهم النصائح:
تحديد الدواء المناسبة:
مثل أدوية الحساسية بدون وصفة طبية وتساعد في تخفيف الأعراض مثل الحكة والعطس واحتقان الأنف، تشمل الخيارات الشائعة مضادات الهيستامين، وبخاخات الأنف الستيرويدية، ومزيلات الاحتقان، لكن بعضها قد لا يناسب الجميع. إذا لم تحصل على الراحة المطلوبة، فقد يكون العلاج المناعي (حقن الحساسية) خيارًا فعالًا طويل الأمد.
استنشاق البخار:
يُستخدم استنشاق البخار كوسيلة فعّالة للتخفيف من أعراض التهاب الأنف التحسسي حيث يساعد في فتح الممرات الأنفية وتسهيل التنفس، يتم ذلك عن طريق وضع ماء ساخن في وعاء، وتغطية الرأس بمنشفة لاستنشاق البخار المتصاعد، ولكن يجب الحذر من التعرض المباشر للماء المغلي لتجنب الحروق.
استخدام المحلول الملحي:
يُعد خيارًا بسيطًا وآمنًا للكبار والأطفال، يساعد في تنظيف الممرات الأنفية والتخلص من المخاط والمواد المثيرة للحساسية مما يساهم في تقليل التورم وتهدئة الأغشية المتهيجة، يمكنك شراء بخاخات جاهزة أو إعداد المحلول منزليًا باستخدام ماء دافئ وملح.
طرق الوقاية من حساسية الربيع
إزالة الغبار:
يُعد الغبار من أبرز مسببات الحساسية، لذا من المهم تنظيف الأسطح بانتظام باستخدام قطعة قماش مبللة أو مكنسة كهربائية، فهذا يساعد في تقليل انتشار الجزيئات المهيجة في الهواء.
إغلاق النوافذ جيدًا:
لمنع دخول الغبار وحبوب اللقاح من الخارج، يُنصح بإغلاق النوافذ خصوصًا في مواسم التحسس. كما يُفضل تركيب شبك معدني يسمح بمرور الهواء ويمنع دخول المهيجات.
تنظيف السجاد والأرائك:
تجميع الأتربة وحبوب اللقاح في السجاد والأرائك يمكن أن يفاقم الأعراض التحسسية، خصوصًا في الأماكن التي نقضي فيها وقتًا طويلاً، لذلك يجب تنظيفها دوريًا باستخدام أجهزة بخار أو مواد مضادة للحساسية.
تغيير مفارش السرير بانتظام:
المفارش تحتفظ بالأتربة ووبر الحيوانات وفضلات عثّ الغبار، مما قد يثير التحسس أثناء النوم، ينصح بتغييرها وغسلها مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا بماء ساخن.
الامتناع عن التعرض المباشر لأشعة الشمس:
في بعض حالات التحسس الجلدي، قد يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تفاقم الأعراض. من الأفضل استخدام واقٍ شمسي مناسب أو البقاء في أماكن مظللة خلال فترات الذروة.
متى يجب زيارة الطبيب
إذا بدأت أعراض حساسية الربيع بالتأثير على حياتك اليومية، فلا تتردد في زيارة الطبيب أو أخصائي الحساسية، يُنصح بمراجعة الطبيب إذا لاحظت:
- التهابات الجيوب الأنفية المتكررة أو المزمنة.
- صعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر.
- سعال لا يتوقف أو يزداد سوءًا.
- الصداع المستمر.
ختامًا، حساسية الربيع ليست مرضًا مُعديًا، لكنها استجابة مناعية مفرطة لمحفزات موسمية، قد تبدو بسيطة لكنها تؤثر بشكل واضح على راحة الشخص المصاب بها، خاصة في أوقات ارتفاع تركيز حبوب اللقاح في الهواء.