زراعة الحلزون
تُمثّل زراعة القوقعة، أو زراعة الحلزون، إحدى أعظم الإنجازات الطبية في علاج فقدان السمع الحاد والتام. هذه التقنية المتطورة أعادت الأمل لملايين الأشخاص حول العالم، مُمكّنة إياهم من استعادة قدرتهم على السمع والتواصل مع محيطهم، مما يُحسّن جودة حياتهم بشكل جذري. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل زراعة القوقعة، من تعريفها إلى شروطها، مزاياها وعيوبها، ونتائجها طويلة المدى.
- ما هي زراعة الحلزون
- هل زراعة الحلزون مناسبة لجميع الحالات؟
- مزايا وعيوب زراعة الحلزون
- النتائج على المدى البعيد

ما هو زراعة الحلزون؟
زراعة القوقعة (Cochlear Implant) هي جهاز طبي إلكتروني مصمم لتحسين السمع لدى من يعانون فقدانًا سمعيًا شديدًا أو تامًا نتيجة تلف الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية (القوقعة). على عكس السماعات التقليدية التي تُضخّم الصوت، تتجاوز زراعة القوقعة الجزء التالف لتحفز العصب السمعي مباشرة. تتكون من مكونين رئيسيين:
الجزء الخارجي (الميكروفون):
- الميكروفون: يُثبّت خلف الأذن، يلتقط الموجات الصوتية ويُحللها.
- معالج الصوت: يحوّل الأصوات إلى إشارات رقمية.
- جهاز الإرسال: ينقل الإشارات إلى الجزء الداخلي عبر مغناطيس.
الجزء الداخلي (الزرع):
- المستقبل/المحفز: يُزرع جراحيًا تحت الجلد خلف الأذن.
- الأقطاب: تُوضع داخل القوقعة لنقل النبضات الكهربائية إلى العصب السمعي (الثامن)، حيث يُفسّرها الدماغ كأصوات.
هل زراعة الحلزون مناسبة لجميع الحالات؟
زراعة القوقعة ليست حلاً عالميًا لكل حالات فقدان السمع. تُحدد الأهلية بناءً على معايير طبية دقيقة:
الشروط العامة:
- فقدان سمعي شديد أو تام في أذن واحدة أو كلتيهما.
- عدم استجابة كافية للسماعات التقليدية.
- غياب موانع طبية تُعرّض الجراحة للخطر (مثل التهابات مزمنة أو تشوهات تشريحية).
البالغون:
- من فقدوا السمع بعد اكتساب اللغة (Post-lingual Deafness).
- من يعتمدون على قراءة الشفاه رغم استخدام السماعات.
- من تُعيق الصمم قدرتهم على التواصل الشفهي.
الأطفال:
- المولودون بصمم شديد، مع إجراء الزراعة مبكرًا (قبل 2-3 سنوات) لتعزيز تطور اللغة.
يُجري فريق طبي (أطباء أنف وأذن، أخصائيي سمعيات) تقييمًا شاملاً لتحديد الأهلية.
مزايا وعيوب زراعة الحلزون:
زراعة القوقعة مثل العديد من الابتكارات الطبية، تتمتع بمجموعة من المزايا والعيوب التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ القرار بإجراء العملية.
مزايا زراعة القوقعة:
إذا كنت تعاني من فقدان سمع شديد أو تام، يمكن لزراعة الحلزون أن يُحسن بشكل كبير من جودة حياتك اليومية، الفوائد التي يمكن أن تحققها تتفاوت من شخص لآخر، من بين الفوائد التي قد يحققها زراعة الحلزون:
- استعادة السمع الوظيفي: تمييز الأصوات البيئية (خطوات، أبواب).
- فهم الكلام: محادثات طبيعية دون الحاجة لقراءة الشفاه.
- التواصل الهاتفي: سماع واضح أثناء المكالمات.
- التفاعل الاجتماعي: مشاركة أفضل في الأنشطة.
- الاستمتاع بالوسائط: مشاهدة التلفاز دون ترجمة.
عيوب زراعة القوقعة:
على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها زراعة الحلزون، إلا أن هناك بعض العيوب والتحديات التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ القرار:
- التكلفة العالية: تتراوح بين 20,000-50,000 دولار (حسب البلد)، مُرهقة بدون تأمين.
- المخاطر الجراحية: عدوى، نزيف، شلل العصب الوجهي (1-2% من الحالات)، أو تأثير على الأذن السليمة.
- التكيف: قد يستغرق أشهرًا أو سنوات مع جلسات تأهيل لتحقيق أفضل نتيجة.
النتائج على المدى البعيد :
تتفاوت النتائج بناءً على عوامل مثل عمر الإصابة ومدة الصمم:
- البالغون ذوو الفقدان المتأخر: يتكيفون سريعًا بفضل ذاكرتهم السمعية، مُحققين تحسنًا كبيرًا في التواصل.
- الأطفال المولودون بالصمم: الزراعة المبكرة (قبل 18 شهرًا) تُعزز تطور اللغة والكلام، مُحققة نتائج ممتازة.
- الصمم الطويل الأمد: التحسن بطيء لمن فقدوا السمع منذ سنوات طويلة، لكنه ممكن مع التدريب المستمر.
الخلاصة:
زراعة القوقعة ثورة طبية أعادت السمع لمن حُرموه، مُحسّنة حياتهم اليومية والاجتماعية. رغم تكلفتها العالية ومخاطرها الجراحية، تفوق فوائدها العيوب، خاصة لمن يعانون صممًا شديدًا لا تُجدي معه السماعات. التقييم الطبي الدقيق والتأهيل المستمر هما مفتاح النجاح، مما يجعلها جسرًا للعودة إلى عالم الأصوات.