حساسية الأنف ما بين الأسباب وطرق الوقاية وسبل العلاج

حساسية الأنف

حساسية الأنف:

التعريف:

تعد حساسية الأنف أو مثل ما يطلق عليها ” حمى القش” أو ” التهاب الأنف التحسسي” من الحالات الصحية الأكثر شيوعًا وانتشارًا بين المشكلات الصحية الأنفية التي تصيب مختلف الأعمار، وتتشابه أعراضها كثيرًا مع أعراض الرشح ونزلات البرد. 

حساسية الأنف هي التهاب الأغشية التي تبطن الأنف من الداخل نتيجة استنشاق أحد المواد أو الأجسام التي يتحسس منها الجهاز المناعي فيما يعرف بـ “المهيجات”، فهناك بعض الأجسام الغريبة التي تثير المناعة وتحفزها وتجعلها تفرز أجسام مضادة ( الهيستامين) كإجراء وقائي لحماية الجسم، وهذا يؤدي إلى تحسس الأنف والتسبب في أعراض كثيرًا ما تكون مزعجة، رغم أن المواد المهيجة للمصاب عادة لا تسبب أي ضررًا لغير المصابين بالحساسية. 

في هذا المقال ستتعرف على حساسية الأنف بشيء من التفصيل، وستجد إجابة لكل سؤال يدور ببالك عن هذه المشكلة.

ما هي أنواع حساسية الأنف؟ :

يمكن تقسيم حساسية الأنف إلى نوعين بناء على وقت حدوث الإصابة بها ومدة استمرار أعراضها، وهما: 

حساسية الأنف الموسمية:

تحدث في أوقات محددة خلال العام نتيجة انتشار المواد المهيجة للجهاز المناعي ومسببات الحساسية. والحساسية الموسمية تكثر في فصول الربيع والخريف نتيجة تقلبات الجو وانتشار الرياح المحملة بالأتربة وحبوب اللقاح.

حساسية الأنف الحولية (المزمنة):

 تحدث في أي وقت في العام بغض النظر عن المهيجات الموسمية وقد تستمر أعراضها على مدار السنة نتيجة استنشاق مواد متوفرة باستمرار في المكان الذي يتواجد فيها المصاب.  

ما أسباب حساسية الأنف؟ وما أوجه الوقاية من حساسية الأنف؟ :

السبب الرئيسي لحساسيه الأنف كما ذكرنا سابقًا هو فرط تحسس الجهاز المناعي تجاه بعض المواد البيئية التي تستثيره، ومن أبرز تلك الأجسام التي تهيج الجهاز المناعي وتعرض الأغشية الأنفية للتحسس والالتهاب: 

  • حبوب اللقاح التي تنتشر في فترة تغيير الفصول 
  • رائحة العفن الذي ينتشر في الأماكن المغلقة التي لا تحصل على تهوئة جيدة 
  • وبر الحيوانات الأليفة و فروتها 
  • عث الغبار والأتربة المنزلية 
  • الدخان المحترق  الملوث الناتج عن السجائر وعوادم السيارات والمصانع
  • العطور والروائح النفاذة مثل المواد الكيميائية 
  • استنشاق إفرازات الصراصير

أما بالنسبة للوقاية من حساسيه الأنف فيكمن في تجنب التعرض لاستنشاق المهيجات التي تستثير جهاز المناعة وتسبب الحساسية، وهذا يعني التحكم قدر الإمكان بالبيئة الخارجية التي يتواجد فيها المصاب، ومن أمثلة طرق الوقاية ما يلي: 

  • إغلاق نوافذ المنزل أو السيارة ، وعدم التنزه في البساتين في فصل الربيع وبداية فصل الصيف نتيجة حمل الهواء لطلع النبات. 
  • تجنب لمس وبر وجلد الحيوانات الأليفة 
  • تغطية الوسائد بأنسجة قطنية مقاومة للغبار 
  • عدم استعمال البطانيات المصنعة من الصوف أو الوسائد المحشوة بالريش 
  • استخدام قطعة قماش مبللة بالماء عند تنظيف الأثاث 
  • استبدال الستائر العادية بالستائر المعدنية 
  • الحرص على المكوث في المنزل في الأيام الجافة التي تشهد حركات رياح شديدة 
  • عدم تجفيف الملابس المغسولة في الهواء الخارجي حتى لا تتعلق بها حبوب اللقاح 
  • ارتداء الكمامات الطبية عند الخروج من المنزل في فصول التحسس 
  • تطهير الأعين من حبوب اللقاح عن طريق غسلها بمياه فاترة مائلة للبرودة باستمرار.

ما أعراض حساسيه الأنف؟ وما الفرق بينها وبين أعراض نزلات البرد؟

تبدأ أعراض الحساسية في الظهور عند التعرض لأحد مسببات الحساسية، وتتضمن الأعراض ما يلي : 

  • احتقان الأنف وسيلانها 
  • الشعور بحكة في الأنف 
  • ظهور احمرار العين وسيلان الدموع وشعور بالحكة فيها 
  • الصداع وألم بالحلق 
  • العطس والسعال
  • ظهور هالات سوداء تحت العينين 
  • نزول الإفرازات الأنفية إلى المجرى التنفسي أو المريء 
  • القشعريرة 
  • الشعور بضغط في الأذن

ورغم أن حساسيه الأنف ليست من المشكلات الخطيرة التي لا يجب القلق بشأنها، إلا إذا تُركت بدون علاج وتحولت إلى تحسس أنفي مزمن من الممكن أن تخلف أعراضًا أكثر شدة وإزعاجًا وتؤثر على النشاط اليومي للمصابين وتخفض من إنتاجيتهم في العمل أو الدراسة. ومن أبرز تلك المضاعفات 

  • الإرهاق والإجهاد الشديد 
  • صعوبة الخلود إلى النوم والإصابة بالأرق 
  • التهاب بالجيوب الأنفية 
  • التهاب الأذن الوسطى والإضرار بقناة استاكيوس
  • زيادة خطر الإصابة بالربو

وأما بالنسبة للتمييز بين حساسيه الأنف وأعراض نزلات البرد :

أعراض حساسية الأنف تستمر طوال فترة التعرض للمادة المهيجة للجهاز المناعي للجسم أما بالنسبة لأعراض نزلات البرد والانفلونزا فتتراوح مدتها بين 3: 7 أيام. أيضًا حساسية الأنف لا تتضمن أعراضها ارتفاع درجة حرارة الجسم بعكس نزلات البرد الذي يعد ارتفاع درجة الحرارة أشهر أعراضها. وبالنسبة للإفرازات الأنفية في حالة الإصابة بنزلات البرد تكون أكثر سمكًا من إفرازات حساسية الأنف، وبالنسبة للحكة في الأنف والعينين أو الحلق أو الجلد من الأعراض الشائعة لحساسية الأنف وليست منتشرة في حالات الانفلونزا.

وأيضًا هناك تشابه كبير بين أعراض حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية، ولكي تستطيع التفرقة بينهما ومعرفة مسببات كل منهما والفرق بينهما بشيء من التفصيل، اضغط هنا

علاج حساسية الأنف :

يبحث الكثيرون دائمًا عن علاج حساسية الأنف نهائيا، ولكن ليس هناك حتى الآن ما يعالج حساسية الأنف بشكل نهائي خاصة الحساسية المزمنة، بل ما يتم وصفه من قبل الطبيب المختص هي أدوية للتخفيف من الأعراض والحد منها ولكن ليس لعلاج الحساسية نفسها. ويشمل علاج تحسس الأنف ما يلي: 

  • مضادات الهيستامين: تكون عبارة عن أقراص أو بخاخات أو قطرات، وظيفتها منع الجهاز  المناعي والحد من قدرته على تكوين مادة الهيستامين التي تهاجم الأجسام التحسسية الغريبة وبالتالي تقلل من فرص ظهور أعراض حساسية الأنف. 
  • أدوية مضادة لاحتقان الأنف: تقلل هذه الأدوية من احتقان الأوعية الدموية الأنفية وتمنع انسداد الأنف وبالتالي تحسن من عملية تنفس المصاب وتقلل من فرص اختناقه، وتؤخذ هذه الأدوية لفترات زمنية محدودة لأن لها آثارًا سلبية طويلة الأمد.
  • بخاخات الستيرويد:  تحد من أعراض حساسية الأنف لفترة قصيرة وتقلل من إفرازاتها المزعجة وتفتح ممرات أنفية لتسهيل عملية التنفس. 
  • حقن الحساسية: ويسمى العلاج المناعي لحساسية الأنف، ويدوم هذا العلاج لفترات طويلة، ويكثر استخدامه مع حالات رد الفعل التحسسي الشديد. 

ويمكن التخفيف بشكل مبدئي من أعراض حساسية الأنف منزليًا عندما تكون أعراضًا خفيفة باستخدام المحلول الملحي الذي يساعد على تنظيف الأنف، ولكن يجب انتباه المصابين إلى عدم أخذ أي أدوية للحساسية من تلقاء أنفسهم دون الرجوع إلى الطبيب المختص نظرًا لأن هناك آثارًا جانبية ومضاعفات قد تحدث إذا تعارضت مع أدوية أخرى قد يتناولها المريض. كما يجب استشارة الطبيب فورًا عند علاج حساسية الأنف عند الحوامل والأطفال الرضع.