سرطان الحبال الصوتية

أسباب وطرق علاج سرطان الحبال الصوتية

بالتأكيد تعلم أن مصدر الصوت الذي تصدره كل لحظة هو الأحبال الصوتية، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن الأحبال الصوتية مثلها مثل أي عضو بالجسم قد تتعرض لمشاكل صحية بعضها بسيطة تتلاشى من تلقاء نفسها بسرعة، وهناك مشاكل أخرى أكثر خطورة أهمها سرطان الحبال الصوتية. 

يتكون سرطان الحبال الصوتية في البداية كخلايا صغيرة غير طبيعية الشكل، فتبدأ في النمو بشكل خارج عن السيطرة. وإذا تم تشخيصه مبكرًا، قبل أن ينتشر إلى جميع أجزاء  الحنجرة، فإن نسبة الشفاء منه كبيرة.

في هذا المقال ستكتشف كل ما يخص سرطان الحبال الصوتية بالكثير من التفاصيل.

أسباب حدوث سرطان الحبال الصوتية:

يحدث السرطان في الحبال الصوتية بسبب خلل جيني، يلاحظ الأطباء الخلايا السرطانية تظهر على شكل آفات حمراء أو بيضاء على النسيج الذي يغطي الحبال.

ومع استمرار انقسام الخلايا السرطانية، قد يؤدي إلى حدوث خلل في عمل الحبال الصوتية ويبدأ في الإنتشار  إلى أجزاء أخرى من الحنجرة. كما يمكن أن يصيب السرطان حبلًا صوتيًا واحدًا أو جميعها، ويمكن اكتشافه بسهولة مبكرًا من خلال الفحوصات وتتبع التغيرات في الصوت مثل البحة. 

تُقدر عدد الحالات المصابة بسرطان في الحبال الصوتية بـ 10,000 حالة تقريبًا يتم تشخيصها سنويًا على مستوى العالم. ويمكن إيجاز بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بسرطان الحبال الصوتية في النقاط التالية:

  • التدخين
  • الإفراط في شرب الكحول
  • وجود تاريخ مرضي في العائلة وتسجيل إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الرأس أو الرقبة. 
  • الإكثار من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والمقلية.

أعراض السرطان في الحبال الصوتية:

يمكننا الاستدلال من خلال الأعراض والمؤشرات التالية: 

  • بحة وتغيرات في الصوت لمدة طويلة تستمر لأكثر من 3 أسابيع.
  • ضيق التنفس.
  • ظهور كتل في الرقبة. 
  • التهاب الحلق المزمن.
  • صعوبة وألم في البلع.
  • الشعور بألم في الأذن أحيانًا.
  • الشعور بشيء عالق في الحلق.
  • حدوث تغييرات في الصوت.
  • سعال مزمن يحتوي على دم.
  • انخفاض في الوزن بشكل سريع.

هذه الأعراض ليست بالضرورة دليل على وجود سرطان في الأحبال الصوتية، ولكن مجرد علامات يجب الحذر منها والإسراع في استشارة طبيب أنف وأذن وحنجرة لتحديد المشكلة الصحية القائمة، قبل أن تتفاقم، وإذا تم تشخيص المصاب بسرطان في الحبال الصوتية فعليه أن يباشر مرحلة العلاج فورًا حتى لا تزداد الحالة سوءًا وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة.

تشخيص سرطان الحبال الصوتية:

يتم تشخيص سرطان الحبال الصوتية بإجراء تقييم شامل، والذي يشمل:

  • فحص بدني بناءًا على الأعراض الظاهرة على المريض. 
  • مراجعة التاريخ المرضي للمريض.
  • فحص الحبال الصوتية، وذلك باستخدام:

– المنظار الأنفي المرن: وهو عبارة عن تقنية يتم فيها استخدام كاميرا رفيعة وإدخالها إلى الفم أو الأنف وذلك للنظر إلى صندوق الصوت. فإذا تم رصد ورم أو نمو مشبوه فيه، يأخذ خزعة. وفي حالة ظهور خلايا سرطانية في نتائج الخزعة، فقد يتم إجراء تصوير مقطعي أو تصوير بالرنين المغناطيسي أو تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني. حيث تعمل هذه الوسائل التصويرية على تحديد موقع السرطان وانتشاره.

– التنظير الصوتي: يتم استخدام كاميرا كالتلسكوب مع ضوء وامض حتى يوفر رؤية مكبرة للحبال الصوتية أثناء اهتزازها.

إذا انتشر الورم إلى أجزاء أخرى من صندوق الصوت، فيمكن أن تغزو الخلايا السرطانية العقد الليمفاوية على جانب واحد أو كلا جانبي الرقبة، أما إذا تم تشخيص سرطان الحبال الصوتية مبكرًا، فيساعد ذلك على عدم انتشارها في باقي الأجزاء الأخرى من الحلق.

علاج سرطان الحبال الصوتية:

يهدف علاج سرطان الحبال الصوتية إلى إزالة الورم تمامًا والحفاظ على أكبر قدر ممكن من الخلايا الطبيعية. تتعدد أنواع العلاج بناءًا على نوع الورم وحجمه وحالة المريض وتشمل طرق العلاج ما يلي:

  • العلاج بالليزر لإزالة الأورام
  • التدخل الجراحي لإزالة الأورام وذلك بتخدير المريض واستخدام كاميرا صغيرة وأدوات يتم إدخالها عبر الفم والبدأ في إزالة النمو السرطاني والحفاظ على الأنسجة السليمة الموجودة في الحبال الصوتية.
  • استخدام العلاج الإشعاعي عالي الطاقة حتى يعمل على تدمير الخلايا السرطانية الموجودة على الحبال الصوتية وحولها ومنع انتشارها، والحفاظ على أداء الخلايا الطبيعية 
  • استخدام العلاج الكيميائي، والذي يعمل على التحرك عبر مجرى الدم لعلاج الخلايا السرطانية المتأخرة إذا انتشرت لأجزاء أخرى في الرقبة.
  •  إزالة الحنجرة وجراحة الرقبة لإزالة العقد الليمفاوية السرطانية وذلك في المراحل المتأخرة.

ونذكرك بأن نسبة الشفاء من سرطان الحبال الصوتية يزداد طرديًا كلما استطعت اكتاف المرض في بدايته وأسرعت في علاجه.

الوقاية من سرطان الحبال الصوتية:

لا يوجد طرق واضحة يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بسرطان أورام الحبال الصوتية؛ لأن أسبابه مازالت غير واضحة تمامًا، ولكن نظرًا لأن التدخين أحد أهم أسبابه فإن تجنبه بالتأكيد يساعد على الوقاية من الإصابة بالمرض.

وأخيرًا تختلف مدة العلاج والشفاء لكل مريض باختلاف مرحلة المرض ومدى استجابة الجسم للعلاج، كلما تم تشخيصه في مراحل مبكرة وتلقي العلاج المناسب، فإن فرصة الشفاء تكون عالية. ولكن في حالة تقدم المرض وامتد لباقي أجزاء الجسم فسيكون العلاج أكثر تعقيدًا وخيارات العلاج أكثر صعوبة.