المفصل الصدغي الفكي
كحال جميع مفاصل الجسم معرضة للالتهاب والكثير من المشاكل الطبية، فإن اضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMD) هي حالة تصيب أيضًا تلك المفاصل الفكية التي تقع على جانبي الفك وأمام الأذنين مباشرة. يعمل المفصل الفكي الصدغي كمفصل منزلق وظيفته هي ربط عظام الفك السفلي بالجمجمة وله دور كبير في عملية المضغ والتحدث.
يعاني الكثير من السكان حول العالم بهذا الاضطراب، حيث تقدر نسبتهم ما بين 5%: 12% من البالغين قد أصيبوا بشكل من أشكال اضطرابات المفصل الصدغي الفكي، ويعد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20: 40 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة وخاصة السيدات، ورغم انتشار هذه المشكلة التي تسبب آلامًا شديدة تتجاوز منطقة الفك وتمتد إلى الرقب وخلف الأذن والرأس، إلا أن الوعي بأعراضها وطرق علاجها مازال ضئيلًا.. لذلك في هذه المقالة سنتناول كل ما يخص اضطرابات المفصل الصدغي الفكي بداية من أسبابه المحتملة وأبرز أعراضه وعلاجه وعلاقته بمشاكل الأذن.
- أسباب اضطرابات المفصل الصدغي الفكي
- أعراض التهاب مفصل الفك الصدغي
- كيفية تشخيص اضطرابات المفصل الصدغي الفكي
- كيفية علاج اضطرابات المفصل الصدغي الفكي
- هل عملية مفصل الفك الصدغي خطيرة؟
- ما العلاقة بين اضطرابات المفصل الصدغي الفكي ومشاكل السمع؟
أسباب اضطرابات المفصل الصدغي الفكي:
هل واجهت يومًا ألمًا شديدًا وتصلبًا في فكك أو سمعت صوت فرقعة عند تحريك فكك؟.. قد يكون السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة هي متلازمة مفصل الفك الصدغي، وليس له أسباب واضحة حتى الآن، ولكن يرجح أن أسبابه تتنوع بين:
- حدوث صدمة مباشرة للفك أو المفصل
- التهاب أو تآكل بالمفصل
- صرير بالأسنان
- عيوب هيكلية بالفك تحدث أثناء الولادة
- التعرض لضغط عصبي مستمر والجز على الأسنان باستمرار
- الإصابة بأمراض التهابية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والفصال العظمي
- وضع مجهود مفرط على العضلات الماضغة والمفاصل
أعراض التهاب مفصل الفك الصدغي :
تنطوي اضطرابات المفصل الصدغي الفكي على أعراض متنوعة، ولكن العرض الشائع بين جميع الحالات هو الشعور بالألم المزعج سواء في جانبي الوجه أو في جانب واحد، أما الأعراض الأخرى فتختلف من من حالة للثانية تبعًا لشدة الالتهاب، ويمكن تلخيص الأعراض فيما يلي:
- ألم شديد بالوجه خاصة في منطقة المفصل الصدغي الفكي
- ألم في عضلات الفك عند المضغ والضغط على الأسنان
- مواجهة صعوبة في فتح الفم بشكل واسع
- سماع صوت طقطقة أو صرير بالفك عند فتح أو إغلاق الفم أو عند المضغ
- نوبات صداع متكررة خاصة في منطقة الجبين
- حدوث تورم في جانب الوجه
- تيبس أو آلام بالعنق وينتشر مع الوقت إلى الذراعين
- آلام وانسداد بالأذنين
- الشعور بتشنج في منطقة الفك والرقبة والكتفين والأذن الداخلية أو محيطها في حالة المضغ أو التحدث.
- الشد على جانبي الوجه عند الاستيقاظ
كيفية تشخيص اضطرابات المفصل الصدغي الفكي :
تشخيص اضطرابات المفصل الفكي الصدغي قد يكون معقدًا في بعض الأحيان؛ بسبب عدم وجود اختبارات معيارية محددة لهذا الأمر، لذلك قد يتطلب من الحالة استشارة طبيب أسنان أو أخصائي أنف وأذن وحنجرة لتحديد التشخيص بدقة.
يقوم الطبيب عادة بفحص المفصل الفكي الصدغي وفك المريض للتحقق من وجود تورم أو ألم، خاصة إذا كان هناك أعراض تشير إلى متلازمة المفصل الفكي الصدغي. كما يمكن أن يُجري الطبيب اختبارات تصويرية متنوعة لتقييم الحالة، مثل:
- الأشعة السينية لفحص الفك.
- الفحص بالأشعة المقطعية لرؤية العظام وأنسجة المفصل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص بنية الفك والكشف عن أي مشاكل محتملة.
كيفية علاج اضطرابات المفصل الصدغي الفكي :
متلازمة المفصل الصدغي الفكي قد لا تحتاج إلى التدخلات الطبية للكثير من الحالات، فقد تكتفي بالرعاية المنزلية الذاتية التي تساعد على إزالة أعراض هذا الاضطراب، وتتمثل سبل تلك الرعاية في:
- تناول أطعمة لينة لا تحتاج لعملية مضغ كبيرة
- عدم الضغط على الفك وتقليص حركته قدر الإمكان
- تجنب مضغ العلكة والأطعمة الصلبة
- التقليل من التوتر والضغط العصبي وعدم الجز على الأسنان
- كمادات دافئة
- عمل تمارين شد الفك للتحسين من حركته بشكل تدريجي
وفي حالة عدم الشعور بالراحة، يجب التوجه للطبيب واستشارته وقد يوصي بطرق علاجية أخرى أكثر جدوى، مثل:
- استخدام أدوية مسكنة للألم أو أدوية استرخاء العضلات.
- أدوية تساعد في تقليل التورم.
- استخدام جبائر الفم لتقليل إجهاد العضلات المحيطة ومنع صرير الأسنان.
- تمارين العلاج الطبيعي لتقوية الفك، وقد تشمل الموجات فوق الصوتية، و الحرارة الرطبة، والثلج.
- العلاج السلوكي للحد من الضغط والتوتر.
- الحقن الموضعي المباشر للفك لتخفيف تصلب الغضاريف والالتهاب.
غالبًا يشعر المصابون بتحسن خلال 3 أسابيع، وعادة يتحسن 80% من الحالات من خلال اتباع الطرق العلاجية الدوائية المحافظة أو الدوائية، ولكن هناك بعض الحالات الصعبة التي تحتاج لتدخل جراحي
الأساليب غير الدوائية لعلاج اضطرابات المفصل الصدغي الفكي:
بزل المفصل:
هو تدخل جراحي ضئيل لا تحتاج لإجراءات طبية معقدة، تساعد على إزالة السوائل الالتهابية والمخلفات من المفصل وتنظيفه وحقنه بمادة تساعده على الالتئام والقيام بوظائفه الطبيعية بشكل مرن.
جراحة المفصل:
هناك جراحة المفصل بالمنظار وتأتي بنتائج فعالة مع الكثير من الحالات، وهناك جراحة المنظار المفتوحة وهذه الخطوة لا يتم اللجوء إليها إلا مع الحالات المتضررة ولم تجدي معها الطرق الأخرى نفعًا.
هل جراحة مفصل الفك الصدغي خطيرة؟
الجراحة المفتوحة لعلاج متلازمة المفصل الصدغي الفكي تتمثل في قطع جراحي فوق الأذن وأسفلها لإزالة المفصل، ثم يتم إما إعادة تثبيت القرص أو تركيب مفصل صناعي، مع إمكانية إزالة الأورام أو الأنسجة الزائدة أو العظام المصابة عند الحاجة.
تساهم جراحة تصحيح الفك في تحسين وظائف أساسية مثل التنفس، التحدث، البلع، العض، والمضغ، إضافة إلى تقليل الألم المصاحب لهذه المشكلة. ومع ذلك فإن جراحة المفصل المفتوح تحمل مخاطر أكثر مقارنة بالإجراءات العلاجية الأخرى، لذا يجب اتخاذ القرار بعد دراسة متأنية ومناقشة شاملة مع الجراح حول الفوائد المحتملة والمضاعفات المتوقعة.
تشمل المضاعفات المحتملة: النزيف، العدوى، تلف الأعصاب، سوء إطباق الأسنان، والحاجة لجراحات إضافية. ومن الطبيعي أن يشعر المريض بعد الجراحة بألم أو ضغط في المفصل وحوله أو ألم في الأذن بسبب التغير في وضع الفك، وعادة ما تختفي هذه الأعراض خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
هل جراحة مفصل الفك الصدغي خطيرة؟
موقع المفصل الصدغي الفكي التشريحي قريب جدًا الجهاز السمعي، لذا أي اضطراب يحدث فيه يسبب خللًا ويؤثر على صحة الأذن، فالتهابات المفصل الصدغي الفكي من الممكن أن تسبب آلامًا بالأذن أو اضطرابات في السمع مثل الطنين، وهو صوت صفير مستمر دون مصدر صوتي خارجي. بالإضافة إلى ذلك، قد تتأثر الأذن الداخلية، المسؤولة عن إدراك الأصوات، مما يؤثر على قدرتها على التقاط الأصوات بدقة ويؤدي إلى شعور غير مريح. لذا في حالة الشعور بألم في الفك متزامنًا مع ألم في الأذن فمن المهم استشارة طبيب أنف وأذن وحنجرة لتحديد الأسباب واستبعاد أي إصابة محتملة للأذن.
اضطرابات المفصل الصدغي الفكي قد تكون تجربة فردية تختلف في شدتها وتأثيرها من شخص لآخر، لكنها ليست نهاية الطريق. مع التقدم الطبي وتعدد خيارات العلاج، يمكن تحسين جودة حياتك واستعادة راحتك. إذا كنت تعاني من آلام في الفك، صداع مستمر، أو أعراض تؤثر على يومك، فلا تتردد في استشارة طبيب مختص. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يكونا المفتاح لتخفيف الألم واستعادة التوازن في حياتك.