سمحاق الغضروف

سمحاق الغضروف

هل شعرت يومًا بألم شديد في أذنك دون سبب واضح؟ قد يكون أحد أسباب هذا الألم هو التهاب سمحاق الغضروف، هذا النوع من العدوى يسبب ألمًا وتورمًا، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إن تُرك دون علاج.

في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج معرفته عن هذه المشكلة وكيفية الوقاية منها.

ما هو سمحاق الغضروف؟

الغضروف هو نسيج سميك يُكون شكل الأذن الخارجية (صيوان الأذن) والأنف، يحيط بكل غضروف طبقة رقيقة من الأنسجة تُسمى سمحاق الغضروف، وتتكون من ألياف بيضاء تعمل على تغذية الغضروف ودعمه، مما يجعل غشاء الغضروف مكونًا حيويًا للحفاظ على صحة الأنسجة والغضروف.

مسحاق الاذن

التهاب سمحاق الغضروف:

التهاب غشاء الغضروف الأذن هو عدوى بكتيرية تُصيب الأنسجة المحيطة بغضروف الأذن الخارجية (صيوان الأذن)، ويمكن أن تكون مدمرة إذا تُركت دون علاج. تحدث العدوى نتيجة لإصابة، حروق، أو خرم الأذن غير المعقّم، مما يسبب ألمًا شديدًا، احمرارًا وتورمًا في الأذن.

 إذا تُرك الالتهاب دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى التهاب الغضروف نفسه مما يؤدي إلى تكوّن صديد وفقدان التغذية وتدفق الدم عن الغضروف، مما يؤدي إلى تشوه دائم في شكل الأذن، ولكن إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا، فإن العلاج الفوري يمكن أن يضمن الشفاء دون أي آثار جانبية.

الفرق بين التهاب سمحاق الغضروف والتهاب الجلد؟

يعد كل من التهاب سمحاق الغضروف والتهاب الجلد من العدوى الجلدية التي تسبب التهابات، ولكن لكل منهما أسبابًا وأعراضًا مختلفة، التهاب غشاء الغضروف يصيب عادة الجزء العلوي من الأذن الخارجية فقط دون التأثير على شحمة الأذن، بينما التهاب الجلد يمكن أن يشمل الأذن الخارجية بأكملها، بما في ذلك الجزء العلوي والشحمة.

أسباب التهاب سمحاق الغضروف:

من أهم أسباب التهاب سمحاق الغضروف هو الإصابة بعدوى بكتيرية في الغشاء الذي يحيط بالغضروف. البكتيريا التي تُعد الأكثر شيوعًا في هذه الحالات هي “سودومونس أيرجينوزا” قد تصل هذه البكتيريا إلى غشاء الغضروف في حالات مثل:   

  • بعد إجراء عمليات جراحية للأذن.
  • عند إجراء ثقب في الأذن، خصوصًا إذا كان الثقب في الغضروف.
  • بعض الأنشطة الرياضية التي تتطلب احتكاك جسدي.
  • الإصابة أو الضربة على جانب الرأس.

بالإضافة إلى ذلك، تزيد الحروق والجراحة والوخز بالإبر من احتمالية الإصابة، كما يرتبط التهاب سمحاق الغضروف ببعض الأمراض الالتهابية والأمراض المناعية مثل ورم الغدد اللمفاوية، مرض هودجكين المرتبط بفيروس نقص المناعة المكتسبة، وداء السكري.

أعراض التهاب غشاء الغضروف:

يبدأ الالتهاب في شكل عدوى جلدية سطحية، ولكن سرعان ما ينتشر إلى غشاء الغضروف ويؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: 

  • احمرار وتورم في الأذن، خاصة في المناطق المحيطة بأي خدش أو إصابة.
  • ألم خفيف يتزايد تدريجيًا ليصبح شديدًا عند لمس الأذن.

بالإضافة إلى هذه الأعراض، هناك أعراض آخرى تظهر ولكنها أقل شيوعًا مثل: طنين الأذن، دوار، فقدان السمع المفاجئ، اختلال التوازن.

في الحالات المتقدمة والشديدة، قد تظهر واحدة أو أكثر من هذه الأعراض:

  • تشوهات في هيكل الأذن قد تؤدي إلى ما يُعرف بـ “أذن القرنبيط”.
  • القيح أو تصريف السوائل الأخرى.
  • حمى وارتفاع في درجة الحرارة.

طرق علاج التهاب سمحاق الغضروف:

التهاب غشاء الغضروف من الأمور التي تتطلب تدخلًا علاجيًا سريعًا وفعالًا، حيث يركز العلاج على عدة جوانب، ويعتمد على مزيج من الأدوية والعلاج الجراحي، خصوصًا في الحالات المتقدمة أو التي تصاحبها مضاعفات. إليك كيفية التعامل مع هذه الحالة وفقًا لدرجة شدة الإصابة:

1- العلاج الدوائي

العلاج الأولي يعتمد على المضادات الحيوية، والتي يتم تحديد نوعها وفقًا لشدة العدوى والتشخيص الدقيق. يمكن أن تكون المضادات الحيوية عن طريق الفم أو عن طريق الوريد في الحالات الأكثر خطورة.

2- التدخل الجراحي

الجراحة التجميلية تلعب دورًا حيويًا في استعادة الشكل الجمالي للأذن، ففي حالة تطور العدوى إلى خراج قد يستدعي الأمر تدخلاً جراحيًا، وعلى الرغم من فترة التعافي الأطول، إلا أن النتيجة تكون تعافيًا كاملاً للمظهر الطبيعي والوظيفي للأذن، يتضمن العلاج الجراحي ما يلي:

  • فتح شق صغير لتصريف القيح.
  • إزالة الأنسجة المتضررة من الجلد أو الغضروف إذا كان هناك تلف
  • في الحالات التي يتعرض فيها الغضروف للتلف الشديد، قد يكون من الضروري إزالة الغضروف الميت وإجراء جراحة تجميلية لإعادة الأذن إلى شكلها الطبيعي.

3- علاج الأسباب الجذرية: معالجة الأمراض المناعية

في حالات التهاب سمحاق الغضروف الناتج عن أمراض المناعة، يتم إضافة أدوية الستيرويدات إلى العلاج. تعمل هذه الأدوية على:

  • قمع الاستجابة المناعية التي تهاجم الغضروف.
  • تقليل الالتهاب الحاد وتعجيل عملية الشفاء.

بالإضافة إلى ذلك، يتم إحالة المريض إلى أخصائي أمراض الروماتيزم لمتابعة الحالة بانتظام وتقديم العلاجات المتخصصة لمشاكل المناعة.

الوقاية من التهاب سمحاق الغضروف:

الوقاية من التهاب سمحاق الغضروف تتمثل في تجنب ثقب غضروف الأذن العلوي، بالإضافة إلى أنه يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التالية:

  • تجنب الوخز بالإبر في الأذن.
  • تجنب حدوث إصابة للرأس.
  • علاج أي التهابات بالأذن.
  • عدم حك الأذن بشكل مفرط أو قوي.
  • الابتعاد عن الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا.

ماذا يحدث إذا كنت مصابًا بالتهاب سمحاق الغضروف؟

إذا تم تشخيصك بالتهاب سمحاق الغضروف، فمن المتوقع أن تبدأ الأعراض في التحسن في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، وقد يستمر بعض الانزعاج لمدة تصل إلى شهر،  ولكن إذا كان هناك خراج، قد يحتاج الأمر إلى جراحة لتصريفه، مع ضرورة متابعة العناية بالجرح.

إذا لم يتم علاج الخراج بشكل عاجل، قد يؤدي الخراج إلى تدمير الغضروف وموت الأنسجة، مما يؤدي ذلك إلى تشوه في الأذن يسمى أذن القرن، كما يمكن أن يؤدي التهاب غشاء الغضروف إلى التهاب الغضروف، مما يتطلب إزالة الأنسجة الميتة وربما جراحة لإعادة شكل الأذن الطبيعية.

في الختام، التشخيص المبكر والعلاج الفوري هما العنصران الأساسيان في التحكم في التهاب غشاء الغضروف، كلما كان العلاج بالمضادات الحيوية مبكرًا، زادت فرص الشفاء التام، ولكن إذا انتشرت العدوى إلى غضروف الأذن، قد يستدعي الأمر علاجًا إضافيًا لضمان التعافي الكامل، لذا من الضروري استشارة الطبيب في أقرب وقت عند ملاحظة أي أعراض.