الفرق بين اللحمية و حساسية الأنف

عندما نتحدث عن مشاكل الأنف المزمنة، كثيرًا ما يُطرح سؤال مهم وهو الفرق بين اللحمية و حساسية الأنف، ورغم تشابه بعض الأعراض التي يعاني منها المرضى، إلا أن كل حالة تحمل أسبابًا مختلفة وتحتاج إلى علاج مخصص. في هذا المقال، سنستعرض بطريقة بسيطة وواضحة أبرز الفروق بين اللحمية وحساسية الأنف، لاتخاذ الخطوات المناسبة نحو العلاج المناسب.

لماذا يصعب تحديد الفرق بين اللحمية و حساسية الأنف؟

لأن الحساسية و اللحمية المتضخمة تؤديان إلى أعراض متطابقة، مثل:

  • انسداد الأنف المستمر
  • صعوبة في النوم أو الشخير
  • التنفس من الفم
  • تكرار التهابات الأذن
  • ضعف حاسة الشم

في الحالة الطبيعية، تعمل اللحمية كخط دفاع أول، حيث تلتقط الجراثيم والفيروسات وتحاول منعها من دخول الجسم، وخلال هذه المهمة، قد تتضخم مؤقتًا نتيجة لمحاربتها العدوى، لكن الأمر لا يقتصر على العدوى فقط، فحتى في حالات الحساسية، يمكن أن تُثار هذه الأنسجة وتتورّم بسبب التهيج المزمن الناتج عن التعرض لمحفزات مثل الغبار أو حبوب اللقاح، هذا التورم الناتج عن الحساسية يشبه تمامًا التضخم الذي تسببه العدوى، مما يؤدي إلى تشابه الأعراض، وبالتالي صعوبة التمييز بين الحالتين دون فحص طبي دقيق.

الفرق بين اللحمية و حساسية الأنف

لأن الأعراض قد تتشابه، فإن معرفة الفرق بين اللحمية وحساسية الأنف تساعد على تحديد السبب بدقة واختيار العلاج المناسب.

ما هي لحمية الأنف

اللحمية هي نسيج لين يقع خلف الأنف،في بعض الحالات، تتضخم اللحمية وتسبب انسداد الأنف، صعوبة في التنفس، والشخير، غالبًا ما تظهر عند الأطفال، وقد تتطلب علاجًا طبيًا أو جراحيًا إذا كانت متضخمة.

ما هي حساسية الأنف

حساسية الأنف هي رد فعل مناعي تجاه مواد مثل الغبار أو حبوب اللقاح، وتسبب أعراضًا مثل العطس، سيلان الأنف، الحكة، والاحتقان، تُصيب جميع الأعمار، وتكون موسمية أو مزمنة، ويُعالج معظمها بالأدوية وتجنب المحفزات.

الفرق بين اللحمية و حساسية الأنف من حيث الأسباب

أسباب اللحمية

لا يوجد سبب واحد واضح لظهور لحمية الأنف، لكنها غالبًا ما تكون نتيجة التهابات مزمنة أو تحسس مستمر في الأنف والممرات التنفسية، في بعض الحالات، قد يكون للعوامل الوراثية دور كبير، بينما في حالات أخرى، لا يمكن تحديد السبب بدقة.

فيما يلي أبرز الأسباب والعوامل المرتبطة بظهور لحمية الأنف:

  • الربو: مرض مزمن في الشعب الهوائية يُسبب التهابات مستمرة قد تمتد إلى بطانة الأنف
  • التليف الكيسي: اضطراب وراثي يُؤثر على الغدد المخاطية ويؤدي إلى إنتاج مخاط كثيف يسد الممرات الأنفية
  • التهاب الجيوب الأنفية المزمن: يؤدي إلى تهيّج مستمر في الأغشية المخاطية، ما يُحفز تكوّن الزوائد اللحمية
  • الحساسية الأنفية الموسمية أو الدائمة: كحمّى القش أو التحسس من الغبار وحبوب اللقاح
  • ردود فعل تجاه بعض الأدوية: خاصة الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية
  • متلازمة شيرج ستروس: هي حالة نادرة تؤثر على الأوعية الدموية وتسبب التهابات في الجسم بما في ذلك الأنف
  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالزوائد الأنفية قد يزيد من احتمالية ظهورها

أسباب حساسية الأنف

تبدأ الحساسية عندما يدرك الجهاز المناعي وجود مادة مُثيرة للحساسية في الجسم، وقد تكون هذه المادة طعام، أو مُؤثر خارجي، أو غيرها من الأمور، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حُدوث حساسية الأنف كل من:

  • مثيرات الحساسية المنقولة بالهواء، مثل حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، والغبار، والعفن.
  • بعض الأطعمة خاصة الفول السوداني، والجوزيات، والقمح، والأسماك، والبيض، والحليب.
  • لسعات الحشرات، مثل لسعة النحل أو الدّبور.
  • الأدوية، خاصّة البنسيلين أو المضادات الحيوية القائمة على البنسيلين.

الفرق بين أعراض اللحمية وحساسية الأنف

أعراض تضخم اللحمية

عند تضخم اللحمية قد تظهر مجموعة من الأعراض التي تؤثر بشكل مباشر على التنفس والنوم، وتشمل ما يلي:

  • الشعور بانسداد في الأذنين أو ضعف السمع المؤقت
  • توقف التنفّس لفترات قصيرة أثناء النوم
  • صعوبة في النوم، أو النوم غير المريح
  • تورّم الغدد اللمفاوية في الرقبة
  • انسداد أو سيلان في الأنف
  • صعوبة في البلع أحيانًا
  • التهاب الحلق المتكرر
  • الشخير أثناء النوم

أعراض حساسية الأنف

تحدث حساسية الأنف نتيجة رد فعل الجهاز المناعي تجاه مواد مثل الغبار أو حبوب اللقاح، وتظهر الأعراض على النحو التالي:

  • العطس المتكرر
  • حكة في العين مع احمرار ودموع
  • حكة أو سيلان أو انسداد في الأنف
  • السعال المستمر، خاصة في الليل أو عند التعرض للمهيجات
  • ضيق في التنفس أو صفير في الصدر، خصوصًا لدى من يعانون من الربو أيضًا

رغم تشابه بعض الأعراض، إلا أن السبب يختلف؛ ففي تضخم اللحمية يكون السبب عضويًا، بينما في حساسية الأنف يكون مناعيًا، يُنصح بمراجعة الطبيب لتحديد السبب الدقيق ووصف العلاج المناسب.

الفرق بين علاج اللحمية وحساسية الأنف

تختلف طرق علاج تضخم اللحمية وحساسية الأنف باختلاف السبب وشدة الأعراض، وفيما يلي نظرة على الخيارات العلاجية المتاحة:

علاج اللحمية

علاج اللحمية في كثير من الحالات، لا يحتاج تضخم اللحمية إلى علاج، خاصة إذا كانت الأعراض خفيفة أو غير ملحوظة،لكن في بعض الحالات، قد يتطلب الوضع تدخلًا طبيًا، مثل:

  • المضادات الحيوية: توصف في حال وجود عدوى بكتيرية مصاحبة
  • بخاخات الستيرويد الأنفي: تساعد في تقليل التورم والاحتقان
  • الاستئصال الجراحي: يُلجأ إليه إذا كانت اللحمية تُسبب انسدادًا في التنفس، أو التهابات متكررة، أو مشاكل في النوم مثل انقطاع النفس الليلي

في حال كان تضخم اللحمية ناتجًا عن عدوى (بكتيرية أو فيروسية)، يتم تحديد العلاج المناسب بناءً على نوع العدوى بعد التشخيص الطبي.

علاج حساسية الأنف

تعتمد معالجة حساسية الأنف على تقليل الأعراض والسيطرة على مسببات التحسس، وتشمل الخيارات العلاجية:

  • مضادات الهيستامين: لتخفيف العطس، الحكة، وسيلان الأنف
  • بخاخات الكورتيزون الأنفي: فعالة في تقليل الالتهاب والتورم
  • الأدوية المزيلة للاحتقان: تُستخدم لفترة قصيرة لتقليل انسداد الأنف
  • غسول الأنف بالمحلول الملحي: يساعد في تنظيف الممرات الأنفية من المهيجات وتخفيف الاحتقان

في النهاية، الفرق بين اللحمية و حساسية الأنف يكمن في السبب والأعراض وطريقة العلاج، تجاهل الأعراض أو الخلط بينهما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وصعوبات صحية أكبر. احرص على التشخيص المبكر واتباع العلاج المناسب لتجنب المضاعفات والحفاظ على جودة حياتك.