الدوار الحركي

الدوار الحركي

قد يشعر الكثيرون بـ الدوخة أو عدم الاتزان أثناء ركوب السيارة أو القارب، أو عند التعرّض لحركة مستمرة، هذا الإحساس يُعرف بالدوار الحركي، وقد يكون مزعجًا ويؤثر على القدرة على التركيز أو ممارسة الأنشطة اليومية.

في هذا المقال سنوضح ما هو الدوار الحركي، أسبابه، أعراضه، والفرق بينه وبين الشعور العام بالدوخة أو عدم الاتزان، إلى جانب طرق التشخيص والعلاج والوقاية منه.

ما هو الدوار الحركي؟

الدوار الحركي (Motion Sickness) هو اضطراب يحدث عندما تتعارض الإشارات التي يستقبلها الدماغ من العينين والأذن الداخلية والجهاز العصبي حول وضع الجسم. هذا التناقض يجعل الدماغ غير قادر على تحديد ما إذا كان الجسم في حركة أو سكون، مما يؤدي إلى شعور بالدوخة، الغثيان أو فقدان الاتزان.

ما الذي يسبب شعورك بعدم الاتزان؟

تختلف العوامل التي تحفّز الدوار الحركي من شخص لآخر، وأبرزها:

  • الحركة المستمرة أو المتسارعة مثل ركوب السيارة، الطائرة أو السفينة.
  • حساسية الأذن الداخلية: بعض الأشخاص يكون جهاز التوازن في الأذن الداخلية حساسًا أكثر من اللازم، فيرسل إشارات قوية للدماغ حتى مع حركات بسيطة، مما يؤدي للشعور بالدوخة أو الغثيان.
  • تركيز العينين على شيء ثابت داخل بيئة متحركة مثل القراءة أثناء السفر.
  • التعب، التوتر، أو قلة النوم التي تقلل قدرة الجسم على التعامل مع الحركة.
  • بعض التغيرات الهرمونية أو الأدوية التي تؤثر على إشارات التوازن في الجسم.

من هم الأكثر عرضة للدوار الحركي؟

بعض الفئات تكون أكثر ميلاً للإصابة بالدوار الحركي مقارنة بالآخرين، بسبب خصائص جسدية أو تاريخ صحي معين. فيما يلي أبرز هذه الفئات:

  • الأطفال والمراهقون أكثر عرضة من البالغين.
  • النساء أكثر تعرضاً، وقد تلعب تغيّرات الهرمونات والدورة الشهرية والحمل دورًا في ذلك.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ من اضطرابات التوازن أو الدوار (مثل اضطرابات دهليزية أو الصداع النصفي).
  • من يستخدمون الواقع الافتراضي أو يشاهدون محتوى متحرك لفترات طويلة.

العلامات التي تدل على الدوار الحركي

الدوار الحركي

الدوار الحركي يظهر من خلال مجموعة من الأعراض التي يشعر بها الشخص عادة عند التعرض لحركة، هذه الأعراض تساعد على تمييز الدوار الحركي عن أنواع أخرى من الدوار، وتسهّل التشخيص الطبي.

عند الإصابة بالدوار الحركي، قد يشعر المريض بـ:

  • دوخة (الشعور بأن الأشياء حولك تدور أو أنك تدور) 
  • عدم الاتزان “تأرجح الجسم”
  • غثيان وقيء
  • زيادة إفرازات اللعاب
  •  تعرّق بارد
  •  صداع
  •  سرعة التنفس
  • الإرهاق

كم تدوم الأعراض عادة؟

مدة الأعراض تختلف بناءً على شدة التعرض والعوامل المساعدة. بعض الحالات تختفي بعد دقائق من توقف الحركة، بينما عند بعض الأشخاص قد تستمر بعد التعرض حتى عدة ساعات.

إذا لم يتم التعامل معها أو كانت هناك عوامل إضافية، قد تصبح الأعراض متكررة أو مزمنة نوعاً ما، مما يتطلب تقييماً متخصصاً.

ما الفرق بين”الدوار الحركي“ و ”الدوار الناتج“ عن الأذن الداخلية“؟

الفرق الأساسي بينهما هو سبب الدوخة وطبيعة المحفّز:

الدوار الحركي:

يحدث عادة عند التعرض لحركة مستمرة أو مشاهدة مناظر متحركة، السبب هو تضارب الإشارات بين العينين والأذن الداخلية والدماغ، مما يضع الدماغ في حيرة التصرف ويؤدي للشعور بالدوار والغثيان.

الدوار الناتج عن الأذن الداخلية:

 أكثر مسبب تحرك بلورات صغيرة داخل قنوات الأذن الداخلية. يؤدي هذا التحرك إلى نوبات دوار مفاجئة قصيرة تظهر عند تحريك الرأس بطريقة معينة، وليس بالضرورة مع حركة عامة للجسم.ومن الاسباب الاخرى اختلال في كمية وتركيب السوائل في الأذن الداخلية

إرشادات بسيطة للحد من الشعور بالدوخة

يمكن تقليل فرص الإصابة بالدوار الحركي باتباع بعض الاحتياطات البسيطة قبل وأثناء التعرض للحركة. هذه الإجراءات تساعد الدماغ والجسم على التكيف بشكل أفضل وتخفف من الأعراض منها:

  • قبل السفر احصل على قسط كافٍ من النوم، وتجنّب الكافيين أو الكحول. 
  • أثناء الحركة، تجنّب قراءة الكتب أو استخدام الهواتف، ووجه أنظارك نحو الخارج.
  • في البحر أو الطائرة، اختر مكاناً يتمتع بحركة قليلة مثل المقاعد التي تقع في منتصف الطائرة فوق الأجنحة 
  • تجنب بعض المهيجات كالتدخين أو الروائح النفاذة أثناء السفر

كيفية التشخيص ؟

في عيادات الأذن والأنف والحنجرة التي تقدم خدمة علاج حالات الدوار (عدم التوازن)، يتم التشخيص كالتالي:

التعرف على التاريخ المرضي والأعراض :

  • يسأل الطبيب عن طبيعة الدوخة، وقت حدوثها، مدة استمرارها، والأوضاع أو الحركات التي تحفّزها.
  • يسأل أيضًا عن وجود أعراض مصاحبة مثل الغثيان، التعرق، أو تسارع ضربات القلب.
  • فحص توازن الجسم ووضعية المشي.
  • مراقبة حركة العينين لمعرفة أي خلل في الأذن الداخلية أو الجهاز العصبي.

اختبارات إضافية عند الحاجة:

  • اختبارات الأذن الداخلية.
  • اختبارات التصوير (مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية) إذا شك الطبيب في وجود أسباب عصبية أخرى.
  • اختبارات الدم لاستبعاد مشاكل التمثيل الغذائي أو هرمونية قد تسبب دوارًا مشابهًا.

العلاج: خطوات للتعامل مع الدوار الحركي

الدوار الحركي، المعروف أيضًا بـ “دوار السفر”، يمكن التخفيف منه أو علاجه بعدة طرق سواء بالأدوية أو بتقنيات غير دوائية. إليك أبرز طرق العلاج:

تجنب المحفزات قدر الإمكان

  • اجلس في مكان ثابت في المركبة: أمام السيارة أو منتصف القارب.
  • حاول تثبيت نظرك على نقطة ثابتة بعيدًا عن الحركة.
  • تجنب قراءة الكتب أو استخدام الهاتف أثناء الحركة.

العلاج الدوائي

  • مضادات الهيستامين التي تساعد على تخفيف الغثيان والدوار.
  • مضادات القيء إذا كان الغثيان شديدًا

عادة ما يُنصح بتناول الدواء قبل السفر بساعة أو حسب توجيهات الطبيب.

العلاجات الطبيعية والمنزلية

  • الزنجبيل: يمكن تناوله كشاي أو أقراص لتخفيف الغثيان
  • شرب الماء بانتظام لتجنب الجفاف الذي قد يزيد الدوار
  • تناول وجبات خفيفة قبل السفر وعدم الإفراط في الأكل

تمارين العلاج الطبيعي للحركة (Motion Therapy)

  • بعض الأشخاص يستفيدون من تمارين التوازن أو تدريبات خاصة لتقليل حساسية الجسم للحركة مع الوقت.

مضاعفات عدم التعامل معه مبكراً

إذا تُرك دون علاج أو لم يتم تعديل السلوك، فإن الدوار الحركي قد يؤدي إلى:

    • شعور دائم بعدم الاتزان أو الخوف من الحركة والسفر.
    • تأثّر في جودة الحياة (تجنّب السفر، تغيّب عن العمل، محدودية النشاطات).
    • وفي حالات نادرة، إذا كان هناك خلل دهليزي أساسي لم يُعالج، قد يتحول إلى اضطراب أكثر تعقيداً.

لماذا عيادة الدكتور صالح صقر العمري؟

إذا كنت تشعر بإحساس متكرر بعدم الاتزان أو دوخة مرتبطة بحركة أو سفر أو مشاهدة متحركة، فإن عيادة الدكتور صالح صقر العمري متخصصة في: 

  •  التقييم الدقيق لأسباب عدم الاتزان والدوخة.
  • تشخيص ما إذا كان السبب دوار حركي أو اضطراب دهليزي أو غيره.
  • وضع خطة علاجية شاملة تشمل التوجيه السلوكي، الأدوية، وتأهيل التوازن.
  • متابعة احترافية لتقليل الشعور وتعزيز جودة الحياة.

الأسئلة الشائعة

1. هل الدوار الحركي خطير؟

لا، في معظم الحالات ليس خطيراً، لكن قد يُؤثر على جودة الحياة إذا أصبح متكرّراً أو شديداً، لذا التقييم مهم.

2. ما هو التأهيل الدهليزي وهل هو ضروري لعلاج الدوار الحركي؟

التأهيل الدهليزي هو مجموعة تمارين متخصصة لتقوية الجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية، وهو المسؤول عن التوازن. ليس كل الأشخاص بحاجة إلي التأهيل الدهليزي، بل يُنصح به فقط لمن يعانون من دوار متكرر أو لديهم ضعف في الجهاز الدهليزي، حيث يساعد على تحسين التوازن وتقليل حساسية الجسم للحركة مع مرور الوقت.

ختاماً، الدوار الحركي حالة شائعة يمكن أن تؤثر على حياتك اليومية، لكنها قابلة للتشخيص والعلاج بشكل فعّال. إذا شعرت بإحساس الدوخة أو بعدم الاتزان المرتبط بحركة أو مشاهدة متحركة، فالأفضل ألا تتجاهل الأمر بل تراجع أخصائي أنف وأذن وحنجرة لتقييم شامل وخطة علاج مخصّصة. الوقاية والتدابير البسيطة غالباً ما تكون كافية، ولكن في الحالات المتكررة لا بد من التدخّل الطبي.