العصب السابع
يُعتبر العصب السابع (العصب الوجهي) من الأعصاب القحفية المهمة في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في التحكم بحركة عضلات الوجه، التعبير الانفعالي، وإرسال بعض الإشارات الحسية، لكن المدهش أن تأثيره لا يقتصر على الوجه فقط، بل يمتد ليؤثر بشكل غير مباشر على السمع والتوازن أيضًا، في هذا المقال ستتعرف على أسبابه، أعراضه، وكيفية علاجه.
- ما هو العصب السابع
- وظائف العصب السابع
- أسباب التهاب العصب السابع
- أعراض العصب السابع
- تشخيص العصب السابع
- علاج العصب السابع
- مضاعفات التهاب العصب السابع
- متى يجب استشارة الطبيب؟
ما هو العصب السابع
يُعرف العصب السابع بـالعصب الوجهي، وهو واحد من الأعصاب الاثني عشر الأساسية التي تخرج مباشرة من الدماغ، يلعب هذا العصب دورًا حيويًا في حياتنا اليومية، فهو المسؤول عن كل حركة في وجهك.
وظائف العصب السابع
الوظائف الحركية
- التحكم في عضلات تعابير الوجه مثل الابتسام، العبوس، إغلاق العين، ورفع الحاجبين.
- المساهمة في حركات الفم مثل النفخ، التصفير، والمضغ بدرجة معينة.
الوظائف الحسية
- نقل الإحساس بالطعم من الثلثين الأماميين من اللسان.
- نقل بعض الإشارات الحسية من الأذن الخارجية.
الوظائف الغدية
- تحفيز الغدد الدمعية لإفراز الدموع.
- تنشيط بعض الغدد اللعابية مثل الغدة تحت الفك السفلي والغدة تحت اللسان، مما يساعد في ترطيب الفم والهضم.
أسباب التهاب العصب السابع
عندما يحدث التهاب بالعصب السابع، يؤدي ذلك إلى حالة تُعرف باسم شلل الوجه النصفي أو شلل بيل، حيث يحدث ضعف مفاجئ في عضلات جانب واحد من الوجه، غالبًا ما يكون سبب هذا الشلل غير معروف بدقة، لكن يُعتقد أنه قد يكون مرتبطًا بعدوى فيروسية، ومع أن شلل بيل قد يكون مقلقًا، إلا أن غالبية المصابين به يتعافون خلال حوالي ستة أشهر.
ومع ذلك، يمكن أن يكون شلل الوجه أيضًا علامة على مشكلات صحية أخرى أكثر خطورة مثل:
- السكتة الدماغية: عندما يحدث تلف في خلايا الدماغ بسبب نقص الأكسجين أو نزيف.
- إصابات الرأس والرقبة: حدوث كسر في الجمجمة أو التعرض لإصابة مباشرة في الوجه يمكن أن يؤدي إلى تلف العصب.
- الأورام: قد تضغط الأورام الموجودة في الرأس أو الرقبة على العصب الوجهي وتسبب شلله.
- الأمراض المناعية: بعض الأمراض مثل التصلب المتعدد يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب شللًا في الوجه.
- شلل الوجه عند الولادة: في حالات نادرة، قد يصاب الأطفال بشلل مؤقت في الوجه بعد الولادة، لكنه يختفي من تلقاء نفسه في معظم الحالات.
أعراض العصب السابع
تظهر أعراض الإصابة بالعصب السابع أو ما يُعرف بشلل الوجه غالبًا بشكل مفاجئ وسريع، حيث قد ينام الشخص بحالة طبيعية تمامًا ليستيقظ فيجد أن جزءًا من وجهه قد أصيب بالضعف أو الشلل، هذه الأعراض تكون مؤقتة في معظم الحالات و تتحسن تدريجيًا مع العلاج.
أولًا: الأعراض المبكرة قبل الإصابة المباشرة
في بعض الحالات يسبق ظهور شلل الوجه الكامل علامات تحذيرية أو أعراض أولية، قد تستمر ليوم أو يومين فقط، ومن أبرزها:
- صعوبة في مضغ الطعام أو شرب السوائل، خاصة في جانب واحد من الفم.
- صعوبة أو فقدان القدرة على إغلاق العين أو الرمش بشكل طبيعي.
- انخفاض ملحوظ في حاسة التذوق في الجزء الأمامي من اللسان.
- شعور بـ شد أو انقباض في عضلات الوجه من جهة واحدة.
- سيلان اللعاب نتيجة ضعف التحكم في عضلات الفم.
- زيادة إفراز الدموع أو جفاف العين بشكل غير معتاد.
- ألم أو وخز أو تنميل خلف الأذن في الجهة المصابة.
ثانيًا: الأعراض عند حدوث الإصابة بشلل الوجه
- صعوبة في التحكم بالوجه أثناء الأكل أو الشرب مما يؤدي لتساقط الطعام أو السوائل.
- فقدان القدرة على القيام بـ تعابير الوجه الطبيعية مثل الابتسام، الضحك، أو العبوس.
- فقدان القدرة على إغلاق العين أو فتحها بشكل كامل في الجهة المصابة.
- حساسية مفرطة تجاه الأصوات في الأذن المصابة.
- جفاف العين والفم نتيجة ضعف وظيفة الغدد.
- ارتخاء أو سقوط جزء من الوجه نحو الأسفل.
- الشعور بـ صداع متكرر أو مستمر.
- ضعف واضح في عضلات الوجه.
تشخيص العصب السابع
تشخيص الإصابة بالعصب السابع (شلل الوجه النصفي) يعتمد على الفحص السريري الدقيق، إلى جانب بعض الفحوصات الطبية التي تساعد في استبعاد أمراض أخرى قد تُسبب نفس الأعراض.
الفحص السريري
- يقوم الطبيب بمراقبة حركات الوجه مثل الابتسام، رفع الحاجبين، إغلاق العينين، والعبوس.
- التحقق من قدرة المريض على نفخ الخدود أو تحريك الشفاه.
- يُلاحظ وجود ضعف أو شلل في جانب واحد من الوجه.
التاريخ المرضي
- سؤال المريض عن بداية ظهور الأعراض وهل جاءت بعد نزلة برد أو عدوى في الأذن أو العين.
- معرفة وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- تحديد ما إذا كان هناك تعرض لصدمة أو إصابة في الرأس.
الفحوصات التشخيصية
قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات إذا كانت الأعراض غير واضحة أو للاطمئنان على سلامة الدماغ والأعصاب، مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي: للكشف عن وجود أورام أو التهابات أو مشاكل في العصب.
- فحوصات الدم: للتأكد من عدم وجود التهابات فيروسية أو أمراض مناعية.
- التصوير المقطعي: في حال وجود إصابات أو كسور بالجمجمة.
- اختبارات الأعصاب: لقياس نشاط العصب ومدى استجابته.
علاج العصب السابع
يعتمد علاج شلل الوجه الناتج عن العصب السابع على السبب الأساسي وراء الإصابة، في بعض الحالات، قد يُحولك الطبيب إلى العلاج الطبيعي أو النفسي أو المهني لدعم عملية التعافي، ومن الأمور المطمئنة أن معظم المرضى يتعافون بشكل كامل خلال فترة زمنية قصيرة، سواء تلقوا علاجًا دوائيًا أم لا.
العلاجات الدوائية
- أثبتت الدراسات أن البدء المبكر بتناول المنشطات إلى جانب الأدوية المضادة للفيروسات قد يزيد بشكل ملحوظ من فرص الشفاء الكامل ويُسرع عملية التحسن.
- يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في:
- تحسين قوة عضلات الوجه.
- منع تيبّس العضلات أو حدوث ضرر دائم.
- تعليم المريض تمارين خاصة لاستعادة التناسق في حركات الوجه
- التدخل الجراحي
إذا استمرت الأعراض لفترة أطول من 6–12 شهرًا دون تحسن ملحوظ، قد ينصح الطبيب بإجراء جراحة تجميلية لتحسين القدرة على إغلاق العين واستعادة التناسق الجمالي للوجه.
مضاعفات التهاب العصب السابع
معظم المرضى يتعافون تمامًا، لكن في بعض الحالات الشديدة قد تطرأ مضاعفات، مثل:
- تلف دائم في العصب السابع مما يترك ضعفًا مستمرًا في عضلات الوجه.
- جفاف العين المزمن الذي قد يؤدي إلى التهابات متكررة، قرحات القرنية، أو حتى فقدان البصر في الحالات الشديدة.
- الحركة المتزامنة: وهي حالة يتحرك فيها جزء من الوجه لا إراديًا عند القيام بحركة معينة، على سبيل المثال: إغلاق العين عند محاولة الابتسام.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لاحظت أيًا من الأعراض التالية، فمن المهم مراجعة الطبيب فورًا:
- ضعف أو شلل مفاجئ في جانب من الوجه.
- زيادة حساسية السمع بشكل غير طبيعي.
- دوار أو فقدان التوازن بشكل متكرر.
- فقدان جزئي أو كلي لحاسة التذوق.
في النهاية، يظل العصب السابع جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، فهو الذي يمنحنا القدرة على التعبير، ورغم أن شلل الوجه النصفي قد يبدو مفاجئًا ومقلقًا، إلا أن أغلب الحالات تشفى تمامًا مع العلاج والوقت، المفتاح هو التشخيص المبكر والالتزام بخطة العلاج.