الطنين النابض

هل الطنين النابض في الأذن عرض أم مرض؟

الطنين النابض

من الطبيعي أن يسمع الناس صوت دقات قلوبهم عند بذل أي مجهود أو عند القيام بأي أداء رياضي،يرجع السبب في ذلك إلى إصابتهم بالطنين النابض وهو عبارة عن سماع صوت خفقان في الأذن يشبه صوت نبضات القلب، وقد يظهر في احدى الأذنين أو كلتيهما،  حيث يكون مصدره من داخل الجسم ولا يستطيع الأشخاص من حولك سماعه، وأحياناً يختفى صوت الطنين من تلقاء نفسه. ولكن بعض الأشخاص يشعرون بسماع أصوات مزعجة تشبه النبضات حتى عندما لا يبذلون أي جهد!

 

 فلماذا يشعرون بهذا؟ يعد الطنين النابض من المشاكل نادرة الحدوث، ولكن يرتفع الإصابة به بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات فى الأوعية الدموية فى الرأس والرقبة، وقد يكون مؤشراً للإصابة بأمراض أخري أكثر خطورة لم يتم تشخيصها بعد، لذا يجب زيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة للفحص والعلاج.

في هذا المقال ستكتشف كل ما يخص الطنين النابض في الأذن بالكثير من التفاصيل.

أعراض الإصابة بالطنين النابض:

يشترك مرضى الطنين النابض فى شكواهم من الشعور ببعض الأعراض المزعجة مثل:

  • سماع صوت داخلى فى الأذن يشبه صوت نبضات القلب.
  •  الإحساس بأصوات ضجيج مزعجة تظهر بوضوح أكثر وقت النوم، ويرجع ذلك  لانخفاض الأصوات المحيطة فيبدو صوت الطنين بشكل أوضح.
  •  الشعور بالصداع.
  • الاحساس بالدوخه.
  • مشاكل في الرؤية.

لا يعد الطنين النابض مرضاً فى حد ذاته، بل هو عرض لبعض الأمراض الكامنة التي لم تُكتشف بعد، فيجب الخضوع للفحص الطبي لدى طبيب أمراض الأنف والأذن والحنجرة؛ للتوصل للأسباب الحقيقية وراء الشعور بطنين الأذن النابض وعلاجها أولاً.

أسباب الطنين النابض:

بحسب أطباء الأنف والأذن، يُرجح أن تكون الإصابة بطنين الأذن النابض ناتجة عن أمراض لم يتم تشخيصها بعد. مثل:

تصلب الشرايين :

وهو تراكم الدهون داخل الشرايين السباتية الموجودة على جانبي الرقبة، مما يسبب حدوث اضطراب في تدفق الدم الواصل للدماغ، حيث أن الشرايين السباتية هى المسئولة عن تغذية الدماغ بالدم المحمل بالأكسجين القادم من القلب.

وهو أحد الأسباب الشائعة لطنين النابض في الأذن. ويحدث فيه تآكل الطبقة العظمية المغطاة للوريد السينى، والفاصلة بين الأذن والأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، مما يؤدي إلى سماع تدفق الدم بشكل واضح، والشعور بالضوضاء الداخلية، حيث يمر هذا الوريد مباشرة خلف الأذن الوسطى ويقوم بنقل الدم من الدماغ إلى القلب.

اضطرابات الأوعية الدموية:

يمكن أن تؤدي تشوهات الأوعية الدموية الموجودة داخل الرقبة بالقرب من الأذنين، إلى تغيير في تدفق الدم الواصل إلى الدماغ، حيث يسبب سريان الدم داخل هذه الأوعية إلى سماع أصوات مزعجة مسببة سماع الطنين النابض في الأذن.

ومن هذه التشوهات :

  • تمدد الأوعية الدموية.
  • التشوهات الشريانية الوريدية وهي اتصال غير طبيعي بين الشرايين والأوردة.
  • الشرايين الملتوية

ارتفاع ضغط الدم:

 يؤثر ارتفاع ضغط الدم على تدفق الدم بشكل طبيعي داخل الشرايين الموجودة في الرقبة وقريبة من الأذنين، مما يؤدي إلى سماع صوت الطنين النابض فى الأذن.

أورام الرأس والرقبة:

يتسبب نمو بعض الأورام فى الضغط على جدران الأوعية الدموية الموجودة داخل الرأس والرقبة فتصبح أكثر ضيقاً، مما يؤثر على تدفق الدم المار بها فيسبب سماع طنين نابض فى الأذن.

ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب:

وهو ارتفاع الضغط في السائل النخاعي المحيط بالدماغ فينتج عنه الإحساس بالصداع والرؤية المزدوجة والشعور بطنين الأذن النابض.

التهابات الجيوب الأنفية:

قد يؤدي احتقان الأنف الناتج عن التهابات الجيوب الأنفية إلى الضغط على الأذن الوسطى مما يؤثر على جودة السمع مسبباً الإحساس بطنين في الأذن.

فقر الدم الشديد:

تؤدي الإصابة بفقر الدم الشديد إلى تغيير في مكونات الدم ولزوجته، مما يؤثر على طبيعة سريانه داخل الأوعية الدموية القريبة من الأذن، فيسبب سماع صوت مزعج.

الغدة الدرقية:

يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية على معدل سريان الدم فى الأوعية الدموية، حيث تزداد سرعة تدفق الدم فى الأوعية فينتج عن ذلك حدوث الطنين النابض.

فقدان السمع التوصيلي:

تحدث الإصابة بهذا النوع من فقدان السمع نتيجة حدوث اعتلال في العضلات المحيطة بعظيمات الأذن وحدوث انقباضات سريعة جدا بها، وأحيانًا يكون نتيجة للإصابة بالتهابات في الأذن الوسطى مما يؤدي إلى تراكم السوائل بداخلها وإعاقة مرور الموجات الصوتية إلى داخل الأذن

متى تزور طبيب الأنف والأذن والحنجرة

إذا كنت تشعر بطنين في الأذن وتسمع صوت داخلي يزعجك كثيرً، فيتوجب عليك زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة، حتى يتمكن من علاج المشكلة عن طريق الفحص الطبي وإجراء بعض الأشعة، والتوصل إلى السبب وراء سماع صوت الطنين النابض ومعالجته، حتى لا تصاب بفقدان السمع.

التشخيص:

لكي يكون التشخيص صحيحاً يتبع طبيب الأنف والأذن والحنجرة بعض الخطوات والإجراءات ومنها:

  • توجيه أسئلة للمريض عن ما إذا كان صوت الطنين متواصل أم متقطع، وهل يوجد فى إحدى الأذنين أم كلتيهما.
  •  الفحص البدني مثل فحص الأذنين ومستوى السمع في كل منهما.
  •  فحص العينين لملاحظة ما إذا كان ضغط الدم مرتفع وقياسه.
  • إجراء تحاليل للكشف عن فقر الدم ونشاط الغدة الدرقية.
  • قد يطلب الطبيب القيام ببعض الأشعة مثل:

(اشعة الرنين المغناطيسي، والموجات الصوتية، والأشعة المقطعية، وتصوير الأوعية الدموية).

كيفية علاج طنين الأذن النابض:

بعد قيام الطبيب بالكشف والاطلاع على نتائج التحاليل والاشعات، يصبح مُلماً بالسبب الرئيسي وراء شعور المريض بطنين الأذن النابض، فيبدأ بوضع خطة علاجية تتناسب مع حالة كل مريض، والتي قد تشمل على:

  •  إذا كان الطنين النابض ناتج عن ارتفاع ضغط الدم فيتم علاج الضغط أولاً عن طريق الأدوية التى يصفها الطبيب واتباع نظام غذائي صحي والإقلاع عن التدخين.
  •  علاج فقر الدم حسب رؤية الطبيب.
  • علاج الغدة الدرقية إذا كانت هي المتسببة في الإحساس بالطنين النابض.
  • علاج مشكلات الشرايين و الأوردة عن طريق الأدوية أو عن طريق التدخل الجراحى وإجراء قسطرة أو وضع دعامات لتحسين تدفق الدم حسب حجم المشكلة.

   لمعرفة المزيد عن كيفية حل المشكلة داخل عيادة الأنف والأذن والحنجرة اضغط هنا

طرق الحد من آثار مشكلة الطنين النابض:

يمكن الحد من آثار مشكلة الطنين النابض عن طريق تعديل بعض السلوكيات الحياتية وإدخال بعض العادات الجديدة مثل:

تمارين التأمل والاسترخاء:

 تساعد على تهدئة الجسم وخفض معدل دقات القلب.

العلاج السلوكي المعرفي:

 وهو تدريب الشخص المصاب على التعايش مع الطنين النابض وتجاهله؛ للحد من الآثار السلبية التي قد تنعكس على يومه، عن طريق القيام ببعض التمارين والأنشطة تحت إشراف متخصص.

الضوضاء البيضاء:

نظراً لأن الشعور بالطنين النابض يزداد عند النوم؛ نتيجة هدوء الأصوات المحيطة فى الليل، فيمكن استخدام بعض الأجهزة التي تصدر أصوات ولكن لا تسبب إزعاج مثل: (المروحة أو الراديو)،  كما يوجد بعض تطبيقات الهواتف الذكية التى تساعد فى إصدار ضوضاء بيضاء كهذه، وذلك للتشتت والإلهاء عن سماع الطنين النابض الداخلى.

ختامًا، فالشعور بسماع الطنين النابض فى الأذن هو شعور مزعج بالفعل وقد يعكر صفوك، ولكن مع الفحص ومعرفة أسبابه سوف تتمكن من التخلص منه واستعادة نشاطك اليومى بشكل ايجابي.