فطريات الأذن

فطريات الأذن

هل شعرت يومًا بحكة مستمرة في أذنيك، مصحوبة بإفرازات غير مألوفة أو رائحة كريهة؟ قد تكون هذه علامات مبكرة للإصابة بفطريات الأذن، وهي حالة شائعة تُصيب الملايين عالميًا، خاصة في المناطق الرطبة أو الدافئة.

تُسبب هذه العدوى إزعاجًا ملحوظًا، وقد تتطور إلى ألم أو مضاعفات إذا أُهملت. في هذا المقال، سنستعرض تفصيليًا أسباب فطريات الأذن، أعراضها، طرق تشخيصها وعلاجها، وكيفية الوقاية منها.

ما هي فطريات الأذن؟

فطريات الأذن، أو “التهاب الأذن الفطري” (Otitis Externa Fungal)، هي عدوى تُصيب قناة الأذن الخارجية بشكل رئيسي، وتنتج عن نمو الفطريات في بيئة دافئة ورطبة. في حالات نادرة، قد تمتد إلى الأذن الوسطى عبر ثقب في طبلة الأذن، مما يؤدي إلى مشاكل أكثر تعقيدًا مثل ضعف السمع أو التهابات مزمنة. تُشكل الفطريات نحو 10% من حالات التهاب قناة الأذن الخارجية، بينما تُعزى النسبة الأكبر للبكتيريا. تزدهر هذه الفطريات في المناخات الاستوائية، خلال الصيف، أو بعد التعرض المتكرر للماء (مثل السباحة أو الاستحمام).

أسباب الإصابة بفطريات الأذن:

شمع الأذن (الصملاخ) يُشكل حاجزًا طبيعيًا يحمي قناة الأذن من الرطوبة والميكروبات بفضل خصائصه المضادة للفطريات والبكتيريا. لكن عندما يقل هذا الحاجز أو يُزال، تصبح الأذن عرضة للعدوى. الأسباب الشائعة تشمل:

دخول الماء: يُخلق بيئة رطبة مثالية لنمو الفطريات، خاصة مياه السباحة الملوثة.

التنظيف المفرط: استخدام أعواد القطن أو أدوات حادة يُزيل الشمع ويُسبب خدوشًا دقيقة تُسهل انتشار الفطريات.

الفطريات المسببة:

الرشاشيات (Aspergillus): تُسبب 80-90% من الحالات، وتظهر غالبًا كإفرازات سوداء أو بنية.

المبيضات (Candida): تُسبب إفرازات بيضاء تشبه الجبن، وترتبط أكثر بالمناعة الضعيفة.

عوامل الاصابة بفطريات الأذن:

هناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى الأذن الفطرية تشمل:

  • ضعف الجهاز المناعي: كما في مرضى السكري، الإيدز، أو من يتناولون الكورتيكوستيرويدات.
  • إصابات الأذن: الخدوش أو الجروح الناتجة عن التنظيف أو الأجسام الغريبة.
  • الرياضات المائية: السباحون أو الغواصون أكثر عرضة بسبب الرطوبة المستمرة.
  • الأمراض الجلدية: الإكزيما أو الصدفية في قناة الأذن تُعطل الحاجز الواقي.
  • الأجهزة الملوثة: سماعات الأذن أو السدادات غير المعقمة تُنقل الفطريات.
  • المواد الكيميائية: صبغات الشعر أو البخاخات قد تُهيج الأذن وتُشجع نمو الفطريات.
  • المناخ الرطب: يزيد معدل الإصابة في المناطق الاستوائية أو خلال الصيف.

العدوى ليست معدية مباشرة بين الأشخاص، لكن الماء الملوث قد ينقل الفطريات من مصاب إلى آخر.

أعراض الاصابة بفطريات الأذن:

قد تظهر علامات الاصابة بعدوى الأذن الفطرية في إحدى الأذنين أو في كلتاهما. على الرغم من أن هذه العلامات قد تختلف من شخص لآخر، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل ما يلي:

  • الحكة: مستمرة ومزعجة، تزداد مع الرطوبة.
  • الألم: خفيف إلى حاد، خاصة عند لمس الأذن أو المضغ.
  • الإفرازات: تتنوع حسب الفطر (سوداء/بنية للرشاشيات، بيضاء للمبيضات)، وقد تكون كريهة الرائحة.
  • تقشر الجلد: جفاف أو تقشر داخل القناة.
  • ضعف السمع: مؤقت بسبب انسداد القناة أو تراكم الإفرازات.
  • الطنين: رنين أو ضوضاء في الأذن.
  • الحمى: في الحالات الشديدة أو عند انتشار العدوى.

كيف يتم تشخيص عدوى الأذن الفطرية؟

يبدأ الطبيب بتقييم التاريخ المرضي (مثل السباحة أو التعرض للرطوبة)، ثم:

  • الفحص بالمنظار: يكشف عن التهاب، إفرازات، أو نمو فطري في القناة.
  • تحليل المسحة: تُؤخذ عينة من الإفرازات بقطن معقم وتُحلل مجهريًا أو تُزرع لتحديد نوع الفطر (رشاشيات، مبيضات، أو غيرها).
  • اختبارات إضافية: في حالات نادرة، قد يُطلب تصوير (CT) إذا شُك في انتشار العدوى للعظام.

كيفية علاج عدوى الأذن الفطرية:

تختلف طرق علاج عدوى فطريات الأذن باختلاف شدة الحالة. فهي تهدف إلى القضاء على الفطريات وتخفيف الأعراض المصاحبة لها. يتضمن العلاج عادةً:

  • تنظيف الأذن:يستخدم الطبيب محلولًا طبيًا (مثل الخل المخفف أو بيروكسيد الهيدروجين) لإزالة الإفرازات والفطريات المتراكمة. قد يُستخدم شفط دقيق تحت المجهر لضمان تنظيف كامل.
  • الأدوية المضادة للفطريات:
  1. قطرات موضعية (مثل الكلوتريمازول أو الفلوكونازول) تُطبق لمدة 1-3 أسابيع.
  2. كريمات أو مراهم للحالات الخارجية الشديدة.
  3. في حالات نادرة (انتشار للأذن الوسطى)، تُستخدم مضادات فطرية فموية (مثل الإيتراكونازول).
  • الأدوية المسكنة للألم: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم أو الالتهاب

مدة العلاج: تستمر معظم الحالات 2-4 أسابيع، مع تحسن ملحوظ خلال أيام إذا عولجت مبكرًا.

يُمنع استخدام أدوية دون وصفة أو تنظيف الأذن ذاتيًا، لأن ذلك قد يُفاقم الالتهاب أو يُؤخر الشفاء. العدوى غير معدية، لذا يمكن استئناف الأنشطة اليومية بعد الشفاء.

 

طرق الوقاية من عدوى الأذن الفطرية:

على الرغم من عدم وجود ضمان كامل لتجنب حدوث هذه الفطريات، إلا أن هناك العديد من الخطوات الوقائية التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة. باتباع هذه النصائح البسيطة، يمكنك حماية أذنيك والحفاظ على صحتها.

  • التجفيف الجيد: استخدم منشفة أو مجفف شعر على درجة حرارة منخفضة لتجفيف الأذن بعد الاستحمام أو السباحة.
  • تجنب الأدوات: لا تستخدم أعواد القطن أو الأظافر للتنظيف، لأنها تُزيل الشمع الواقي وتُسبب تهيجًا.
  • حماية الأذن: ارتدِ قبعة سباحة أو سدادات مقاومة للماء أثناء السباحة.
  • تعزيز المناعة: نظام غذائي غني بالفيتامينات (مثل C وD) والزنك يُقلل من مخاطر العدوى.
  • تنظيف الأجهزة: عقّم سماعات الأذن بانتظام لمنع تراكم الفطريات.

مضاعفات الاصابة بفطريات الأذن:

  •  ثقب طبلة الأذن: نتيجة الالتهاب المزمن أو الضغط.
  • فقدان السمع: مؤقت أو دائم إذا امتدت للأذن الداخلية.
  • التهاب العظم (Mastoiditis): انتشار العدوى لعظام الجمجمة، وهو نادر لكنه خطير، خاصة لدى مرضى السكري أو ضعيفي المناعة.
  • التهاب مزمن: تكرار العدوى مع مقاومة العلاج.

إذا شككت بإصابتك – خاصة مع استمرار الحكة أو الإفرازات – استشر طبيب أنف وأذن وحنجرة فورًا. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يضمنان الشفاء السريع ويحميان أذنيك، وهي جزء لا يتجزأ من سلامتك العامة.