مرض مينير

ما هو داء مينيير؟ وكيف يتسبب في فقدان السمع؟

مرض مينير

هل شعرت يوماً بأن الأرض تدور من حولك بينما أنت ثابت في مكانك؟ هل رافق هذا الشعور سماع طنين في الأذن؟ 

إذا كانت الإجابة نعم، فقد تكون مصاباً مرض مينير.

فما هذا الداء؟ و ما السبب وراء الإصابة به؟ و كيف يمكن علاجه؟

في هذا المقال سنتناول الإجابة على كل تساؤلاتك، ونقدم لك كل ما تريد معرفته عن مرض مينير.

ما هو مرض مينير:

يُعد مرض مينير من الأمراض المزمنة، وهو مرض ناتج عن حدوث اضطرابات في الأذن الداخلية، مما يؤثر على أداء وظائفها في السمع وحفظ توازن الجسم، و يرى الأطباء أن السبب وراء الإصابة به هو تراكم بعض السوائل  في الأذن الداخلية خاصة في اللمف، وعدم تصريفها بشكل صحيح،  مما يتسبب في الشعور بفقدان جزئي في السمع، وقد يتدهور الوضع إلى الإصابة بفقدان سمع كلي، والشعور بدوار مفاجئ يؤدي إلى فقدان توازن الجسم؛ و ذلك لأن الأذن الداخلية هي المسئولة عن السمع وحفظ توازن الجسم.

أعراض الإصابة بمرض مينير:

من الأعراض الشائعة لداء مينيير أنه يصيب أذن واحدة فقط، وفي بعض الحالات النادرة يصيب كلتا الأذنين معاً، مسبباً فقدان السمع على المدى البعيد، وفي ما يلي أشهر الأعراض التي يعاني منها المصاب بداء مينيير:

  • الشعور بدوار مفاجئ دون سابق إنذار وقد يستمر لمدة 20 دقيقة أو يمتد لعدة ساعات، ومن الممكن أن يتسبب في الشعور بغثيان وقيء.
  • ضعف في السمع  بالأذن المصابة، قد يظهر لعدة ساعات ويختفي، وأحياناً يستمر لفترة طويلة تصل إلى فقدان في السمع.
  • طنين الأذن، حيث يسمع المصاب ضوضاء داخلية في أذنه تشبه الرنين.
  • الانسداد الأذني، يشعر المصاب بداء مينيير بضغط في الأذن يتسبب في إنسدادها.

أسباب الإصابة بمرض مينير:

يُرجح الأطباء أن هناك عدة أسباب تحفز الإصابة بمرض مينير وليس سبباً واحداً، ومن هذه الأسباب:

  • الضغط على العصب السمعي؛ نتيجة لتراكم سائل اللمف في الأذن الداخلية، مما يسبب فقدان في السمع، وذلك لأن العصب السمعي هو المسئول عن نقل الإشارات من الأذن إلى الدماغ وترجمتها لتتم عملية السمع.
  • عدم تدفق الدم بشكل منتظم في الأوعية الدموية الموجودة داخل الأذن، مما يتسبب في حدوث خلل في الخلايا الحسية و الشعيرات السمعية.
  • العوامل الوراثية، يكون داء مينيير أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في العائلة.
  • الإصابة بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي.
  •  اضطرابات في الجهاز المناعي، تسبب ضعف مناعة الجسم فلم يستطع الجهاز المناعي حماية الجسم من خطر الإصابة بأي عدوى.

عوامل الخطر:

هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بمرض مينير، ومن هذه العوامل:

  • شرب الكحول.
  • التدخين بشراهة.
  • وجود تاريخ عائلي للمرض.
  • تعرض الشخص لضغط عصبي لفترة طويلة.
  • الإصابة بالتهابات في الجهاز التنفسي يمتد تأثيرها إلى العصب السمعي.
  • حدوث مضاعفات في الجهاز التنفسي العلوي ناتجة عن الإصابة بالحساسية.

متى تزور الطبيب:

إذا شعرت باستمرار أي من الأعراض السابق ذكرها مع تكرارها لعدة ساعات، يجب عليك زيارة عيادة طبيب أنف وأذن وحنجرة؛ للفحص وعمل اختبارات لقياس السمع؛ للتشخيص والعلاج.

التشخيص:

يقوم طبيب الأنف والأذن والحنجرة بإجراء بعض الاختبارات للتشخيص الصحيح للمرض؛ ذلك لوجود أعراض متشابهة بين مرض مينير وبعض الأمراض الأخرى، لذلك يحتاج الطبيب إلى استبعاد أي حالات مرضية أخرى، ومن هذه الإجراءات:

  • الحصول على تاريخ مرضي للمريض إذا كان يعاني من أمراض اخرى، وذلك لأن بعض الأدوية قد تتسبب في الشعور بالدوخة.
  • اختبار أعراض المرض من حيث استمرار الشعور بالدوار لفترات طويلة، وتكرار حدوث هذه النوبات.
  • إجراء اختبار لقياس السمع حيث يكشف هذا الاختبار القدرة على مدى سماع الأصوات من حولك بطبقاتها المختلفة.
  • فحص حركة العين ومعرفة مدى تتبعها لهدف ما، وكذلك فحص العين أثناء تثبيت الرأس في وضعيات مختلفة
  • إجراء اختبار حراري، وهو يتم عن طريق تتبع حركة العين باستخدام التغيرات في درجة الحرارة لاثارة الأذن الداخلية ومعرفة مدى تفاعلها، قد يستخدم الطبيب في هذا الاختبار الهواء الدافئ والبارد أو المياه الدافئة والباردة في الأذن.
  • اختبار الكرسي الدوار، وفي هذا الاختبار يلاحظ الطبيب حركة العين لقياس مدى  كفاءة عمل الأذن الداخلية. حيث يجلس الشخص المراد فحصه على كرسي يتم التحكم فيه من خلال حاسوب، ويدور من جانب إلى آخر، ما يثير نشاط الأذن الداخلية.
  • الفحص بالرنين المغناطيسي

للمساعدة على تشخيص المرض عن طريق ملاحظة بعض أعراض الأمراض التالية:

  1. تمدد الأوعية الدموية الدماغية.
  2. أمراض العين والأذن الداخلية.
  3. التصلب المتعدد.
  4. الأورام.
  • فحص الجهد عضلي المنشأ بالتحريض الدهليزي (VEMP)

وفي هذا الاختبار يتم استخدام الصوت لتنشيط أجزاء من الأذن الداخلية. و تسجيل مدى كفاءة استجابة عضلاتها  لذلك الصوت. و يُظهر التغيرات شائعة الحدوث في الأذن المصابة بداء مينيير.

  • تخطيط وضعية الجسم الحركي المحوسب (CDP)

 وفي هذا الاختبار يقف المصاب بقدميه حافيتين على منصة مرتديًا حزام أمان، وسيكون عليه الحفاظ على اتزانه في ظروف مختلفة، وهذا الاختبار لتوضيح أكثر جزء يعتمد عليه المصاب في نظام الاتزان، ويوضح الأجزاء التي قد تكون سببًا في مشكلاته، وتشمل أجزاء نظام الاتزان الرؤية أو وظيفة الأذن الداخلية أو الإحساس في الجلد والعضلات والأوتار والمفاصل. 

  • اختبار قياس نبض الرأس بالفيديو (VHIT)

 يُستخدم هذا الاختبار في اختبار نبض الرأس بالفيديو لقياس تفاعلات العينين الناجمة عن الحركة المفاجئة؛ لفحص مدى كفاءة عمل العينين والأذن الداخلية معًا. ويقوم فيه المصاب بالتركيز على نقطة معينة أثناء تدوير رأسه بسرعة وبحركات غير متوقعة، وفي حال تحركت عيناه في اتجاه آخر بعيدًا عن الهدف عند تدوير رأسه، فهذا يعني أن لديه مشكلة في ردود الفعل اللاإرادية.

  • تخطيط كهربية القوقعة (ECoG)

 يلجأ الطبيب لهذا الاختبار لفحص مدى استجابة الأذن الداخلية للأصوات، وهذا الاختبار يمكن أن يساعد الطبيب في اكتشاف ما إذا كان هناك تراكم للسوائل في الأذن الداخلية أم لا، ويُمكن أن يستخدم الاختبارأيضاً في تشخيص بعض الأمراض الأخري.

طرق علاج داء مينيير:

نظراً لأن مرض مينير يُعد من الأمراض المزمنة، فلا يوجد علاج شافِ منه تماماً، حيث لا توجد علاجات لفقدان السمع الدائم، ولكن يوجد بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف حدة أعراض الدوار ومدة استمرارها، لذلك يجب التوجه فوراً لطبيب الأنف والأذن والحنجرة لمنع تفاقم مشكلة فقدان السمع. ومن طرق العلاج الطبية التي قد يصفها الطبيب:

  • أدوية لتقليل الشعور بالدوار وتساعد على التحكم في الغثيان والقيء.
  • الأدوية المضادة للغثيان والقيء الذي يحدث أثناء نوبات الدوار.
  • الأدوية المدرّه للبول والبيتاهيستين، حيث تقلل مدرّات البول من كمية السوائل في الجسم، مما يقلل مقدار السوائل الزائدة عن الحاجة في الأذن الداخلية، أما البيتاهيستين فيقوم بتخفيف أعراض الدوار عن طريق تحسين تدفق الدم إلى الأذن الداخلية.
  • حقن الأذن الوسطى لتخفيف أعراض الدوار، حيث يقوم طبيب الأنف والأذن والحنجرة بحقن الأذن ببعض المواد مثل المضادات الحيوية والستيرويدات لتقليل احتمالية فقدان السمع فيما بعد.

 

في بعض الحالات يصعب استجابة المريض للعلاج الدوائي؛ نتيجة لشدة أعراض الدوار الناجمة عن المرض، مما يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي للعلاج، ومن طرق التدخل الجراحي:

 

  • جراحة الكيس اللمفي

 يخفف هذا الإجراء الجراحي من الضغط على المنطقة المحيطة بالكيس اللمفي، حيث يساعد الكيس اللمفي على تنظيم مستويات السوائل في الأذن الداخلية، مما يحسِّن من مستويات السوائل، وذلك يتم عن طريق ادخال الطبيب أحيانًا أنبوبًا داخل الأذن لتصريف أي سوائل زائدة.

  • قسم العصب الدهليزي 

يقوم الطبيب في هذا الإجراء بقطع العصب الدهليزي لمنع وصول الإشارات المتعلقة بالحركة إلى الدماغ، وذلك لأن العصب الدهليزي هو المسؤول عن نقل هذه الإشارات من الأذن الداخلية إلى الدماغ، لذلك عادةً ما يُقلل هذا الاجراء من حالات الدوار و المحافظة على حاسة السمع في الأذن المصابة.

بعض النصائح للتعايش مع مرض مينير:

بما أن مرض مينير يُصنف من الأمراض المزمنة، لذا نقدم لك بعض النصائح التي تساعد في التعايش معه والتقليل من حدة الأعراض مثل:

تقليل تناوُل الأملاح:

يُسبب تناوُل الأطعمة المالحة في زيادة كمية المياه في الجسم، حيث يقترح الخبراء تناوَل أقل من 2300 ميليغرام من الصوديوم يوميًا؛ لتوزيع كمية الملح التي تدخل الجسم بالتساوي على مدار اليوم.

تجنُّب الكافيين والمشروبات الكحولية والتبغ:

يمكن أن تتسبب هذه المواد في حدوث نوبات دُوار عند بعض الأشخاص.

حفاظاً على سلامتك يجب اتباع نظام صحي مفيد، والنوم لساعات كافية حتى يأخذ جسمك نصيبه الكافي من الراحة، وممارسة الرياضة قدر الإمكان، للحفاظ على مناعة الجسم وقدرته على مواجهة الأمراض، ذلك لأن مرض مينير من الأمراض المزمنة التي يصعب الشفاء منه نهائياً.