التهاب البلعوم

التهاب البلعوم ما بين الأعراض والمضاعفات

التهاب البلعوم

يعد التهاب البلعوم أحد المشاكل الشائعة التي تصيب غالبية البشر على الأقل مرة واحدة طوال سنوات حياتهم، وعلى الرغم من أنه يصيب كلًا من البالغين والأطفال إلا أنه شائع بين الأطفال وخاصة تحت سن الـ 5 سنوات. كما أن معدلات التهاب الحلق مرتفعة جدًا في الدول التي يتم فيها وصف المضادات الحيوية بشكل مفرط.
التهاب البلعوم أو ما يطلق عليه التهاب الحلق تزداد الإصابة به في فصل الشتاء، وذلك نتيجة عدة أسباب أكثرها انتشارًا هي العدوى الفيروسية للجهاز التنفسي كالزكام و الإنفلونزا. 

في هذا المقال سنتناول مشكلة التهاب البلعوم بالمزيد من التفاصيل لمعرفة أسبابها والوقوف على طرق الوقاية منها.

ماهو التهاب البلعوم؟

هو عبارة عن التهاب يحدث في الأنبوب الذي يقع في الجزء الخلفي من الحلق وينقل الطعام إلى المريء، كما ينقل أيضًا الهواء إلى القصبة الهوائية مما يؤدي إلى الشعور بألم في الحلق خاصة وقت البلع، بالإضافة لحدوث التهابات في أنسجة الحلق.

أنواع التهاب البلعوم:

– التهاب البلعوم الحاد: يحدث نتيجة الاصابة بعدوى وتختفي أعراضه خلال أيام قليلة.
– التهاب البلعوم المزمن: يحدث غالبًا نتيجة الإصابة بالتهاب في الجيوب الأنفية أو حساسية الأنف أو نتيجة التعرض لمواد تسبب تهيج في الجهاز التنفسي مثل الدخان، وتستمر الاصابه بذلك النوع لفترة طويلة.كما يمكنك معرفة الفرق بين الجيوب الأنفية وحساسية الأنف .

أسباب التهاب الحلق:

تتعدد أسباب الاصابة بالتهاب الحلق، وتنتج غالبًا عن عدوى فيروسية أو عدوى بكتيرية.

التهاب البلعوم الفيروسي:

 تبلغ نسبة الاصابة به ٥٠٪ :٨٠٪ من مجموع حالات التهاب الحلق، وتشمل فيروسات الزكام، الإنفلونزا، فيروس الورم الحلقي، فيروس كورونا.

هناك أيضًا أمراض فيروسية قد تسبب الإصابة بالتهاب الحلق ولكن بنسبة ضئيلة مثل فيروسات الهربس، فيروس الإيدز وفيروس الكوكساكي.

التهاب البلعوم البكتيري:

يحدث التهاب البلعوم نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أشهرها البكتيريا العقدية، وتصيب حوالي ٢٥٪  من الأطفال و١٠٪  من البالغين، وهناك أنواع أخرى للعدوى البكتيرية مثل:           

  •  عدوى السيلان التي تصيب الحلق
  • السعال الديكي

هناك أسباب أخرى تؤدي إلى التهاب الحلق ولكن ليست بكتيرية أو فيروسية وهي أقل انتشارًا بين المصابين، تشمل:-

  •  تركيب أنبوب من خلال الفم أو البلعوم للتغذية أو التنفس مما يؤدي إلى حدوث إلتهاب في الحلق.
  •  الارتجاع المريئي، ويحدث نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المريء ومن الممكن أن يصل للحلق فيسبب التهاب البلعوم،كما يمكنك معرفة المزيد عن ارتجاع المرئ وأعراضه من هنا .
  • الحساسية من الممكن أن تؤدي إلى التهاب البلعوم التحسسي، نتيجة التعرض لمثيرات الحساسية كالغبار أوحبوب اللقاح أو العطور أو التوابل .

عوامل الخطر:

هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الاصابة بالتهاب الحلق، وتتمثل في:-

  • الاصابة بالجيوب الأنفية المزمنة
  • التدخين أو حتى مجرد التعرض لدخان السجائر 
  • الأشخاص العاملين في مجال الرعاية الصحية أو الكيماويات أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق.

أعراض التهاب الحلق:

تبدأ أعراض التهاب البلعوم في الظهور عند الشعور بألم في الحلق خاصة عند البلع أو أثناء الحديث، ويصاحب هذا الألم جفاف بالحلق وبحة في الصوت، بجانب بعض الأعراض الأخرى التي تشمل:

  • الصداع
  • انتفاخ اللوزتين
  • احتقان بالأنف
  • العطس والسعال
  • الشعور بمرارة في الفم
  • ارتفاع في درجة الحرارة
  • تضخم في العقد الليمفاوية
  • الشعور بألم في عضلات الجسم
  • الغثيان والقيئ
  • ألم في البطن خصوصًا عند الأطفال

مضاعفات التهاب الحلق:

هناك مضاعفات قد يتعرض لها مريض التهاب الحلق نتيجة اهمال علاج المشكلة، أو عدم الالتزام بارشادات الطبيب، فمن الممكن أن يتعرض المريض لمشاكل صحية مثل:-

  • التهاب الرئة

  • أمراض بالقلب 

  • التهاب الأذن الوسطى

  • الاصابة بالحمى الروماتيزمية

  • تكوين خراج بالقرب من اللوزتين

  • أمراض الكلى

كيفية تشخيص التهاب البلعوم؟

يقوم الطبيب أولًا بتوجيه سؤاله للمصاب عن الأعراض التي يشعر بها والأمراض السابقة التي كان يعاني منها، وبعد ذلك يتم اجراء فحص بدني يشمل فحص الحلق لمعرفة إذا كان هناك تورم أو احمرار، أو وجود بقع على الحلق، ثم يتم فحص الأنف والأذن والرقبة.

هناك بعض الحالات التي يصعب تمييز الالتهاب التي لديها وتحديد نوعه إذا كان التهابًا فيروسيًا أو بكتيريًا بالاعتماد على الأعراض الظاهرة فقط، فيلجأ الطبيب إلى أخذ مسحة من الحلق والقيام بتحليلها لمعرفة السبب حتى يقوم بتحديد العلاج المناسب.

علاج التهاب الحلق:

تختلف طرق العلاج من حالة لأخرى، وتعتمد على الأعراض التي يعاني منها المريض، لذلك استشارة الطبيب هو الفيصل لتحديد العلاج المناسب الذي يخفف من حدة الأعراض الموجودة، وقد تتضمن أدوية العلاج: 

  • المضادات الحيوية للقضاء على العدوى البكتيرية.
  • مضادات الفطريات لعلاج العدوى الفطرية.
  • مضادات للهيستامين لعلاج التهاب البلعوم التحسسي.  
  • مضادات للحموضه لعلاج حالات الارتجاع الحمضي .

وهناك بعض العلاجات المنزلية التي تساعد على تخفيف التهاب البلعوم وتهدئة الأعراض المصاحبة له، خاصة في حالات التهاب البلعوم الفيروسي، ومنها:-

  • الغرغرة باستخدام الماء الدافيء مع الملح.
  • استخدام أقراص استحلاب لكي تساعد على تهدئة التهاب البلعوم
  • إذا كان الهواء جافًا يفضل استخدام جهاز لترطيب الجو
  • شرب كمية كبيرة من السوائل الدافئة بشكل يومي للمساعدة في تخفيف الألم والحماية من الجفاف، وتيسير عملية البلع.

مكونات منزليه تساعد في علاج التهاب الحلق:

يوجد بعض المكونات المنزلية التي يمكن استخدامها للتخفيف من آلام التهاب الحلق مثل:-

  • الليمون مع العسل يساعد في التخلص من المخاط الموجود في الحلق.
  • خل التفاح فهو من العوامل المهمة التي تساعد على القضاء على البكتيريا والتخلص من التهاب الحلق.
  • القرفة تعتبر من أقدم المكونات التي يرشح استخدامها للقضاء على التهاب الحلق وعلاج نزلات البرد.
  • الثوم يعد من المكونات المطهرة والمضادة للبكتيريا فهو يساعد على علاج التهاب الحلق.
  • العسل من العناصر الهامة التي تساعد في القضاء على البكتيريا وعلاج الاصابة بالتهاب الحلق.

كيفية الوقاية من التهاب الحلق:

إذا كنت تبحث عن طرق الوقاية التي تحميك وتحمي طفلك من الإصابة بالتهاب البلعوم، فهناك عدة إجراءات سهلة عليك اتباعها قدر الإمكان، مثل:

  • غسل اليدين بشكل دوري، وفي حالة عدم توفر الماء دائمًا استخدم معقم لليدين.
  •  تجنب الجلوس بجانب الأشخاص المصابين بأي عدوى بكتيرية أو فيروسية.
  • شرب الكثير من السوائل الدافئة.
  • الاهتمام بتناول الطعام الصحي.
  • الابتعاد عن التدخين والمدخنين.

التهاب البلعوم قد يكون مشكلة ليست خطيرة في حد ذاتها، ولكن أعراضها تظل مزعجة ومؤلمة لكتير من المصابين وقد تعيقهم عن أداء مهامهم اليومية، وقد يتطور إلى مشاكل تختلف في خطورتها بين المتوسطة وشديدة الخطور، لذا فاستشارة طبيب أنف وأذن وحنجرة يختصر لك طريق التخلص من هذه المشكلة  في وقت قياسي، ويجنبك مضاعفاته، ويقدم لك النصائح اللازمة التي تساعدك على تجنب الإصابة بها مستقبلًا.